محمود جابر
لم أعد أفهم هذا الحد
من المجاملة للإرهاب والإرهابيين، مجاملة السلفية والسلفيين، ورموزها، هذه
المجاملة التى تعدت سلوك الحكومات الى سلوك الفن وأداء الفنانين، فى السينما
والمسرح والأعمال الدرامية ....
وما زال حديثنا مع (رد
السجون) المسمى زورا وبهتانا شيخا للإسلام
وهو ابن تيمية الذى ما كان يخرج من السجن حتى يعود إليه، بحكم من علماء عصره،
الذين وجدوا أن ما يقوله ابن تيمية ويصرح به ويفتى به خارج عن الإسلام وعن إجماع
علمائه، فكان يحكم عليه فى كل مرة بالسجن وعدم الجلوس للدرس فى المساجد أو المدارس
..
وبعد أن انتهينا فى
المقال السابق الحبسة الأولى والثانية لابن تيمية اليوم سنتحدث عن باقى الموضوع وأسباب
حبسه وسجنه ...
ونذكر القارىء الكريم
أنه حبس فى المرة الأولى بسبب إشعاله الفتنة الطائفية فى الشام بين المسلمين بعضهم
البعض والنصارى .
والحبسة الثانية :
ادعاءه ان الله جسم وله جهة – أعاذنا الله من الكفر .
الحبسة الثالثة : وهى
امتداد لسجنه بمصر 5 رمضان 705هـ .
حيث ظل يعرض على
المحكمة فتم عرضه مرة أخرى فى ليلة عيد الفطر سنة 706 هـ أحضر الأمير "سيف
الدين سلار" نائب مصر القضاة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي وجماعة من
الفقهاء، وتكلموا في إخراج ابن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين شروطاً في
ذلك، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة، فامتنع ابن تيمية.
وفي يوم 14 صفر سنة
707 هـ اجتمع قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة بابن تيمية، وطال بينهما الكلام،
وابن تيمية مصمم على عدم الرجوع عن رأيه . وفي يوم 23 ربيع الأول من سنة 707 هـ
ذهب الأمير حسام الدين مهنا بن عيسى ملك العرب إلى ابن تيمية في الحبس، والذهاب
إلى دار "سيف الدين سلار"، فخرج ابن تيمية من السجن بعد أن مكث فيه نحو
ثمانية عشر شهراً، واستقر المقام بابن تيمية في مصر....
أما نص المحاكمة التى
حبس فيها كل هذه المدة فكان كما ورد فى كتاب (كنز الدرر وجامع الغرر)...
في يوم 5 رمضان سنة
705 هـ طلب السلطان ركن الدين بيبرس ابن تيمية إلى مصر، فتوجه إليها فدخلها في يوم
22 رمضان، فعُقد له مجلس بالقلعة، وقد اجتمع فيها القضاة وأكابر الدولة.
كان سبب محاكمته هو التفرقة
بين الإلوهية والربوبية والذات والصفات، واتهم علماء عصره بالمعطلة، أي الذين
يعطّلون صفات الله.
قال ابن أيبك الدواداري في كتابه (كنز الدرر
وجامع الغرر) في حوادث عام (705هـ) ما ملخصه:
"لما كان يوم
الإثنين 8/ رجب/ 705هـ: "وكان التقي ابن التيمية في هذه المدة قد سلط لسانَ
قلمه، ومد عنان كلمه، وتحدث في مسايل الذات والصفات، ونص في كلامه على أمور
منكرات، وتكلم في ما سكت عنه الصحابة والتابعون، وفاه بما يخفيه السلف الصالحون،
وأتى في ذلك بما أنكره أئمة الإسلام، وانعقد على خلافه إجماع العلماء والحكام،
وأشهر من فتاويه في البلاد ما استخف به عقول العوام، فخالف في ذلك علماء عصره،
وأئمة شامه ومصره، وبعث رسائله إلى كل مكان، وسمى فتاويه بأسماء ما أنزل الله بها
من سلطان، ولما اتصل بنا ذلك، وما سلك مريدوه من هذه المسالك، وأظهروه من هذه
الأحوال وأشاعوه..
حتى اتصل بنا أنهم
صرحوا في حق الله سبحانه بالحرف والصوت والتجسيم،
قمنا في الله تعالى
مستعظمين لهذا النبأ العظيم، وأنكرنا هذه البدعة..
فإنه جل جلاله تنزه
عن العديل والنظير (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
وتقدمت مراسمنا
باستدعاء التقي ابن تيمية المذكور إلى أبوابنا عندما شاعت فتاويه شامًا ومصرًا،
ولما وصل إلينا الجمع
أولوا الحل والعقد، وذوو التحقيق والنقد، وحضر قضاة الإسلام، وحكام الأنام، وعلماء
الدين،
وعقد له مجلس شرع، فثبت عند ذلك عليه جميع ما
نسب إليه بمقتضى خط يده،
الدال على منكر
ومعتقده،
وانفصل ذلك الجمع وهم لعقيدته منكرون، ولما ثبت
ذلك في مجلس الحكم العزيز المالكي،
حكم الشرع الشريف
بأن يسجن هذا المذكور،
ويمنع من التصرف
والظهور، فليُلزَم كلُّ واحد من الحنابلة بالرجوع عما أنكره الأئمة من هذه
العقيدة، والخروج من هذه المشتبهات الشديدة، ولزوم ما أمر الله به من التمسك
بمذاهب أهل الإيمان الحميدة ، فإنه من خرج عن أمر الله تعالى (فقد ضل سواء
السبيل)...".
وهي المحاكمة التي
سجنت ابن تيمية واستمر حبسه فى مصر حتى 23 ربيع الأول من سنة 707 هـ.
بأنه ضال السبيل
ومن الغريب والعجيب
فى كل فتاوى ابن تيمية انه يردد دائما: "اتفق العلماء أو اتفق أهل العلم أو
الجمهور، دون أن يذكر أسماء هؤلاء العلماء، لانه لا يستطيع أن يذكرهم لانهم لم
يعترفوا به عالما بل حكم عليه بالضلال والخروج عن الدين، واذا كان ابن تيمية خارجا
وضال، فإن التدليس في العلم ليس غريبا عليه فالرجل رد سجون !!
وللحديث بقيه
0 تعليقات