عز الدين البغدادى
في الروايات لا تكاد
تجد عبارة "اقرأ الدعاء" أو "فلان قرأ الدعاء"، بل يقال: ادعُ
بكذا، وعليك بالدعاء، وفلان دعا بذلك، ونحوه.. صحيح أن هناك أدعية شريفةٌ دوّنت
فيما بعد وفيها مضامين عالية، إلا أنّ الفعل الأساس يبقى هو الدعاء لا القراءة،
بحيث لا يشتغل الإنسان بفعل القراءة عن فعل الدعاء. فهو لا يدعو ولكن يقرأ الدعاء،
وفرق بينهما كبير.
إنّ الدعاء يؤدي إلى
انشراح في النفس، حيث يستشعر العبد وهو يدعو كما لو كان يكلّم الله، وهذا ما لا
يمكن أن يستشعر به من يقرأ الدعاء. لذا، فحتى لو كنت تقرأ الدعاء، حاول أن تنسى
القراءة وتلتفت إلى فعل الدعاء الّذي يصدر منك.
لكن من يتنبّه لذلك؟!
وأنت تجد أنّ الداعي يدعو وهمّه أن يُستحسن صوته وأنْ يذكر ذلك منه. فهذا أمر خفي
على كثير من العابدين لاسيّما مع ما حصل من انحراف للفهم.
حاول وأنت تقرأ
الدعاء أن تعيش مع كلماته، وتستشعرها بقلبك، وبغير ذلك لن يكون للكلمات أي أثر.. وبدل
أن تقرأ دعاء طويلا وأنت تفكر متى ستنتهي منه، حاول أن تدعو وحاول وأنت تدعو أن
تكلم الله وأن تطلب منه حاجتك فعلا، فربما يكون هذا الدعاء معبرا عن حاجتك أكثر
والحاجة هي أساس الدعاء، كما إنه سيكون أكثر التصاقا بالنفس وتعبيرا عنها،
وبالتالي أكثر صدقا وأكثر احتمالا للإجابة.
0 تعليقات