هادي جلو مرعي
في تاريخ حركات
التحرر التي قادتها النقابات العمالية في العالم كانت الانتصارات المؤقتة والوهمية
هي الشغل الشاغل للمتنورين والحركيين في الصالونات الثقافية، وفي الشارع المزدحم
بالرفض للرأسمالية، والحكومات المستبدة قاهرة الشعوب، ومع الوقت أخذت الرأسمالية
تهين الطبقة العمالية، بينما الحكومات المتلفعة بشعارات التحرر العمالي، وإنقاذ
الشعب تتخلى رويدا عن نهجها الثوري، وتكرس جهودها للحفاظ على نظام الحكم الذي يحقق
لها المنافع دون أن تلتفت الى مهامها الحقيقية والإنسانية التي يجب أن تكون
مسؤولية راسخة، وليست شعارات ثورية فارغة تمر، ثم تنسى.
بعد عقود من النضال
طويلة ظهر عمال العالم دون إنجاز حقيقي، وصاروا كشخص يلتذ بعذاب نفسه، وجلد جسده
المرهق، وهو يعلم أن لانهاية لهذا العذاب إلا باستسلام الضحية لسوط الجلاد، وإعلان
البراءة من الأفكار، وشعارات التحرر الثورية، وهاهم العمال اليوم جزء من حالة الانهيار
العالمي التي تطبق على الرأسمالية، واليسار، والحركات الرافضة لهيمنة رأس المال،
والشركات العابرة للحدود، والمتحكمة بمسير البشرية، ويبدو الجميع ضحايا لانخفاض
أسعار النفط، وانهيار الاقتصاد العالمي دون استثناء حيث يتعرض الجسد الإنساني الى
الصدمات مايتسبب بمزيد من الأذى للمجموعة البشرية عامة حتى صار الحديث عن الطبقة
العمالية ترفا فكريا لاقيمة له لأنه لايقدم خبزا لأحد.
التوحش هو الذي
سيسود، وسيقود العالم في الفترة المقبلة حيث يكون قادة العالم متحررين من القيود
الدستورية لحماية الحدود والاقتصاد الوطني بسبب الخشية من المنافسة والمؤامرات
والأوبئة الفتاكة التي أخذت من البشرية كبرياءها، وأذلتها بقسوة.
يا عمال العالم انتحروا
فليس من مستقبل حقيقي، وليس من تغيير، وكل ماتفعله الحكومات ان تمارس الإغلاق
والتشدد في الحجر الصحي الذي يبدو وسيلة إنقاذ محددة، ولكنها ليست نهائية فمع استمرار
الوباء يتحول العالم الى سياسة مناعة القطيع، وإنهاء الإغلاق..
عيد العمال مجرد تراث
فكري لم تعد له من قيمة، وصار ذكرى تلوكها الألسن. فانتحروا أيها العمال.
0 تعليقات