من خلال مسلسل الكمين
الذى يؤرخ لبطولات الكتيبة ١٠٣ صاعقة (قصر
راشد) بمنطقة البرث جنوب رفح في يوليو ٢٠١٧.
أولاً انتشار الكتيبة ١٠٣ كان مدروسا بدقة (على
أعلى مستوى) ولم يكن عشوائيا.
تنظيم داعش يعتمد على
ما يسمى بالرصاد أو يمكننا أن نصفهم بأعين التنظيم وهم أفراد مدربون على الرصد
والمراقبة يرتدون أزياء مموهة لكي لا ينكشفوا أثناء هذا العمل.
عناصر داعش رصدوا
الكمين لفترة قبل الهجوم عليه واستخدموا نخبة مقاتليهم (الانغماسيين) وبخاصة
القادمين من غزة في الهجوم.
الهجوم بدأ مع أول
ضوء بسيارة مفخخة مدرعة لكي لا تتمكن دانات الأربي جي الموجودة ضمن تسليح أفراد ١٠٣
من التعامل معها وتفجيرها، وسط تغطية نيرانية كثيفة من سرايا الإسناد الداعشية
التي استعملت (بومب الهاون) والرشاشات ١٤.٥ (رشاشات ثقيلة تستخدم كمضادات طيران
أحيانا)، إضافة لصواريخ الكورنيت المضادة للدروع (روسية الصنع توجه بالليزر وهي من
ضمن الصواريخ العاملة بنظام Fire
and Forget).
تمكنت السيارة
المفخخة من الوصول لنقطة ارتكاز الكتيبة وانفجرت بالفعل، وعقب ذلك بدأ هجوم
انغماسيي داعش على الكمين.
رجال ١٠٣ صمدوا لفترة
طويلة وتمكنوا من قتل عدد من انغماسيي داعش ولم يستطع التنظيم استعادة جثثهم (نشرت
صورهم في بيان المتحدث العسكري).
طلب قائد الكمين
المقدم أحمد المنسي الدعم، وبالفعل انطلقت مقاتلات F - 16
لتؤدي دور الدعم الجوي والإسناد للمقاتلين على الأرض ويظهر إصدار (لهيب الحرب
باقون إلى قيام الساعة) الداعشي جانبا من قصف المقاتلات المصرية، لكن هناك مسافة
أمان للقصف يعني مثلا مينفعش المقاتلة تقصف المبنى وإلا هتقضي على الطرفين، فالإف ١٦
تعاملت مع الإرهابيين حول الكمين.
في نفس الوقت تحركت
وحدات الدعم والتي تعاملت في طريقها مع عدد من مسلحي داعش الذين نصبوا أكمنة
وزرعوا عبوات ناسفة على الطريق الموصل لقصر راشد لإعاقة وصول الدعم.
هنا يتبادر للذهن
سؤال: لماذا لم تنطلق مروحيات الأباتشي لتصطاد الإرهابيين بدقة خاصةً وأنها تزود
بصواريخ دقيقة مضادة للدروع كالهيل فير مثلا؟!
أقول ببساطة الأباتشي
تطير ضمن مدى أسلحة الدواعش كالمتوازي مثلا (رشاش متوسط عيار ٧.٦٢ ×٥١)، إضافة لأن
التنظيم كان لديه منظومات "مان باد" يمكنها إسقاط تلك المروحيات كستريلا
وإيجلا (ولي تحقيق طويل منشور عن القصة دي)، فضلا عن أن الأباتشي تأخذ وضعية تشبه (الصقر)
لتطلق صواريخها وهذا قد يسهل استهدافها لذا من الأفضل عدم مشاركتها..
نعود للهجوم، المنسي
وغيره قاتلوا لفترة طويلة والعسكري علي مثلا صمد رغم إصابته بعدة طلقات ومع ذلك
بقي يقاتل لكي لا يتمكن الدواعش من الوصول لزملائه المصابين، والمنسي فاضت روحه
ويده على الزناد (كما حدثني صديق مقرب منه قد يكون من ضمن قراء هذا المنشور)، في
النهاية ماحدث في قصر راشد هو قصة بطولة ضمن قصص لأبطال آخرين سكبوا دمائهم على
رمال سيناء ليحيا هذا الوطن.
0 تعليقات