في البداية فكرة
الانسحاب تتوافق في الذهنية العامة بالهزيمة والانكسار ولكن الانسحاب التكتيكي
للجيش الليبي كان ناجحا ومهما وفي الوقت المناسب، ونتذكر من خلال ذلك انسحاب خالد
ابن الوليد المشهور.
قاعد الوطية العسكرية
هي قاعدة مهمة جدا من حيث الموقع والبنية التحتية على الحدود قرب تونس وكان الجيش
يحتفظ بها ل 3 أهداف رغم كون المعدات والطائرات بها معظمها متهالك و سنة الصنغ 1968
و 1970 وقليل جدا 1980 هذه الأسباب هي، ١.مرتكز قوي لحماية المدن الداعمة للجيش
غرب طرابلس مثل صبراتة والعجيلات وصرمان، ٢.مراقبة الحدود التونسية ومنع تهريب
الإرهابيين أو السلاح على الاتجاهين، ٣.تأمين أي تحركات للجيش غرب طرابلس سواء
باتجاه الزاوية أو غريان أو حتى طرابلس،
ولكن - بعد السيطرة
على مدن صبراتة والعجيلات وغيرها بالمنطقة بالدعم التركي و- تقدم تركيا إلى
المنطقة ببوارج ترفع علم الناتو، الذي يستهدف الدشم والقوات، وطيران حربي حديث
واستخدام طيران العنقاء anka المسير عبر القمر الصناعي الذي أفقد الجيش
عدد من القادة بينهم آمر حماية القاعدة العقيد أسامة امسيك و - فتح الجيش الليبي
جبهة مهمة في اتجاه الشرق بسيطرته على سرت واتجاهه نحو مصراتة، كان الإبقاء على
القاعدة سيكفل القيادة أكثر من الإبقاء عليها من الناحية العسكرية خاصة أنها في
منطقة بعيدة وسط الصحراء و- طرق الأمداد تكاد تكون انقطعت في - المنطقة التي يغلب
عليه الخائن القوي في مقابل الموالي الضعيف.
وحتى الآن الانسحاب
حقق هدفه الاستراتيجي بإخراج كافة الطائرات الصالحة للعمل والسلاح والذخيرة وما
تبقى من ذخائر وأسلحة قديمة حاولت أن تروج له المليشيات تم قصفه مساء نفس اليوم
وتدميره وقتل أكثر من 140 منهم وإصابة نحو 350 ومنع المليشيات من القدرة على
استغلالها في القتال.
أرى أن على الجيش
الليبي استخدام القوات التي انسحبت تكتيكيا من غرب طرابلس من الوطية أن تساهم في
تطوير الهجوم في اتجاه طرابلس ومصراتة من محور بوقرين أ/و محور القرة بوللي.
وهو ما بدء الجيش
تفعيله من خلال مقترحه التكتيكي
غير المنطقي بالرجوع ٣
ك والمليشيات تعود مثلهم لأنه يريد تعجيز المليشيات عن التنفيذ هذا الاتفاق تمهيدا
لتقدم قادم
وذلك لان المليشيات
التي لم توافق على وقف اطلاق النار لن تقبل ان تتراجع ٣ كيلو متر وهي بالامس فقط
كانت تتوهم انها انتصرت على الجيش وطردته من الوطية
ولذلك سترفض القرار
وسيكون ذلك مقدمة حقيقية لتقدم الجيش الليبي وستكون المليشيات مشتتة بين الدفاع عن
الوطية غربا وبوقرين شرقا ومحاولة التقدم جنوبا في الكيلومترات التي سيتراجع منها
الجيش في حين ان الجيش سيدخل العاصمة من الشمال بعد عام كامل من فشل الدخول من
الجنوب وسيتقدم من القرةبوللي بحيث يقطع الطريق بين مصراتة وطرابلس ويحمي ترهونة
ويكون قريب من معيتيقة فتستطيع المدفعية استهدافه بضغط نيراني اكبر ويدخل من
الشوارع الساحلية والسياحية الواسعة الى قلب طرابلس بعد صعوبة الدخول من الاحياء
الشعبية المزدحمة جنوبا حتى لو كانت داعمة له
بالاضافة الى ارسال
الطائرات لقاعدة القرضابية في سرت واستخدامها في التوجه إلى قلب مصراتة وحماية
خطوط الإمداد قرب بني وليد مع تفعيل مطار بني وليد وتثبيت قوة الجيش الليبي بها
بحيث تكون مصراتة محاصرة من عدة جهات. وبذلك يكون الجيش الليبي قد حقق عدة أهداف
ناجحة من الانسحاب التكتيكي مع العلم أنه يستطيع العودة للسيطرة على قاعدة الوطية
في أي وقت لكن القاعدة وحدها دون المدن المجاورة لن تكون ذات جودة قتالية كافية.
....
عبدالهادي ربيع
صحفي مصري متخصص في
الشأن الليبي
0 تعليقات