آخر الأخبار

السلفيون وابن تيمية.............





 

 

 

محمود حسني رضوان

 

 

السلفيون يعبدون ابن تيمية.. وهذه القطعان السلفية تحفظ مقولات ابن تيمية وترددها كالببغاوات، وتطبقها فى حياتها اليومية تطبيقا أعمى..

 

 

لقد أخذت هذه القطعان عن معبودهم كراهيته للعلم، وعداءه للعقل، وتمسكه بكل قديم، ومحاربته لأى جديد واعتباره أن الجديد بدعة، ويردد القطعان فى جوامعهم آناء الليل وأطراف النهار القول الشهير "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار".. وبسبب هذه الأفكار العفنة فقد أصبحت الدول الإسلامية في ذيل الأمم.. وصرنا شعوبا متخلفة تحيا خارج التاريخ..

 

 

وعندما شرح ابن تيمية الحديث النبوى "اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع" فإنه قد قسم العلوم إلى نوعين:- أحدهما علم قال عنه أنه ينفع ، وعلم آخر وصفه بأنه لاينفع .. فأما العلم الذى ينفع فهو - حسب إبن تيمية - العلم الديني وحده ، الذى يتصل بالقرآن والفقه والشريعة الإسلامية .. وهذا العلم يصفه إبن تيمية بأنه :- "العلم الشرعي الذي يزيد فى النفس الخوف من الله ، ويؤدى إلى الزهد فى الدنيا والاهتمام بالآخرة ، ويوصل صاحبه إلى الإيمان بالله وحسن التوكل عليه".. وأما كل ماعدا ذلك من علوم (مثل الحساب، والجبر، والهندسة، والطب، والفلك، والفلسفة، والمنطق، والفيزياء، والموسيقى، والألحان..إلخ) فقد حرمها إبن تيمية كلها تحريما تاما، ووصفها بأنها "علم لاينفع وجهل لايضر"، وقال أنها علوم دنيوية ظنية كاذبة، وأن أصحابها كفار !!. وهاجم معظم علماء المسلمين وفلاسفتهم واتهمهم بالكفر والإلحاد والزندقة والسحر ، مثل :-- إبن سينا ، والفارابي ، والكندى ، واليعقوبي ، والرازى ، والإدريسي ، والخوارزمي، والعسقلانى، والحسن بن الهيثم , والتوحيدى، ولسان الدين الخطيب، والأصفهانى، والجاحظ، والمتنبى، والمعرى، وابن الفارض، وابن طفيل، وابن المقفع، ... إلخ.

 

 

 

وعلى سبيل المثال، فقد كفر ابن تيمية العالم الكيميائى العظيم جابر بن حيان (الذى وضع أكثر مائة كتاب) !! وشبه إبن تيمية الكيمياء بالسحر، وقال عنها:- "أنها محرمة باطلة، بل إنها أشد تحريما من الربا وأن أهلها من أعظم الناس غشا"!! واستدل على تحريم الكيمياء بقوله :- "لم يكن فى أهل الكيمياء أحد من الأنبياء ولا من علماء الدين ولا الصحابة ولا التابعين" !!.

 

 

وأما الخوارزمى مؤسس علم الجبر، الذى اخترع الصفر، ووضع الأرقام العربية، وترجم كتب اليونان إلى العربية، فقال ابن تيمية عنه :- "أنه زنديق كذاب وعدو لله ورسوله، وأن العلوم الشرعية ليست فى حاجة إلى علمه"!!

 

 

ووصف ابن رشد بأنه "فيلسوف ضال ملحد ينكر البعث"!!

 

 

وأما بالنسبة للفارابى (260-339 هجرية)، وهو من أبرز الفلاسفة فى التاريخ الإسلامي، والذى ذاع صيته فى الطب، والذى كان يلقب ب"المعلم الثانى" أسوة بأرسطو "المعلم الأول"، فقال عنه ابن تيمية:- "لقد أجمع العلماء على كفر الفارابى وزندقته"!!

 

 

وهاجم ابن تيمية علم المنطق بشراسة، وكفر المشتغلين به وقال عبارته الشهيرة "من تمنطق تزندق"!! وذلك رغم أن المنطق يبحث فى القواعد العامة للتفكير السليم، ويدرس مناهج البحث العلمى، وكيفية البحث عن المعلومات..

 

 

كما شن ابن تيمية حربا ضروسا على الفلسفة، وقال عن الفلاسفة أنهم فى مرتبة دون الكفار واليهود والنصارى، وأنهم أعظم ضلالا وجهلا من المجوس والمشركين والصابئين، وأنهم لايظهرون إلا فى الدول الجاهلية !! وأصدر فتوى بتحريم الاشتغال بالفلسفة، وكانت المملكة العربية السعودية تعمل بهذه الفتوى حتى وقت قريب وتمنع تدريس الفلسفة !!

 

 

ثم بعد إبن تيمية جاء تلميذه النجيب إبن قيم الجوزيه فسار على درب أستاذه فى تكفير الجميع.. فمثلا قال عن أبو بكر الرازى فى كتابه "هداية الحيارى 2/179" :- "هو مجوسى ضال ومضلل" !!

 

 

وأما ابن سينا (370-427 هجرية) العالم والفقيه، والفيلسوف، والطبيب البارع، وصاحب لقب أبو طب، ومن أشهر كتبه "القانون فى الطب "، والذى يوجد له تمثال فى مدخل جامعة السوربون فى باريس، فقد كفره ابن القيم فى كتابه "إغاثة اللهفان 2/374" وقال عنه:- إنه إمام الملحدين الكافرين بالله"!!

 

 

 

ونتيجة لهذا كله، فقد كان طبيعيا أن يتم حرق كتب الغزالى، وابن رشد، والأصفهانى، وأن تقطع أصابع ابن المقفع وتشوى على النار أمامه ويتم إرغامه أن يأكلها، وأن يتم التضحية بالجعد بن درهم وذبحه، ويتم خنق لسان الدين الخطيب وحرق جثته، وأن تفصل رأس أحمد بن نصر، ثم الطواف بها فى الشوارع والأزقة، وأن تنتهى حياة جابر بن حيان فى السجن، وأن يموت الطبرى مقتولا، وأما المتصوف الإسلامي الحلاج فقد أتهم بالكفر، وتم الحكم عليه بالجلد 1000 سوط ثم قطعت يداه ورجلاه ورأسه وأحرقت جثته، وألقى ماتبقى منها فى نهر دجله، وأما الشيخ المتصوف السهروردى فقد مات بنفس طريقة الحلاج فى عصر صلاح الدين الأيوبى..إلخ

 

 

لقد كان أحمد شوقي محقاً فى قصيدتة الشهيرة "نهج البردة" ، حين وجه حديثه للنبى قائلاً له :-

 

 

شعوبك فى شرق البلاد وغربها

كأصحاب كهف في عميق سبات

 

 

 

هذا هو العقل السلفى العفن الذى تغلغل حتى النخاع فى قلوب وعقول معظم المصريين..

 

 

ولذلك قلنا ونقول إن السلفيين أخطر على مصر ألف مرة من فيروس كورونا.

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات