آخر الأخبار

كورونا ليس كله سيئا




 

 

حامد المحلاوى

 

على الأقل فض الاشتباك بين مفاهيم كنا نعتقد أنها قد استقرت تماما

 

- سقوط النظريات الاقتصادية المعلبة .. فلا اشتراكية أفادت ولا رأسمالية طاغية لها مكان .. الأولى سحقت الفرد من أجل المجموع والثانية سحقت المجموع من أجل الفرد .. لا يعرفون أن خير الأمورالوسط .. مبدأنا الأخلاقي وأساس عقيدتنا .. فدور الدولة مهم ودور الفرد مهم .. ضروري أن يكون بينهما تكامل وليس تضاد وتباعد .. أزمة كورونا أوضحت هذا التكامل بجلاء .. أتوقع أنه ستولد نظرية اقتصادية جديدة قائمة على هذا الفهم ..

 

 

 

- الجيوش الوطنية كانت الملجأ والملاذ في كل بلاد العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه .. جيشنا لم يكن استثناء منها .. قدم أروع صور التضحية والفداء مع إنكار تام للذات .. فالجيش لا يطلب مكافأة من أحد نظير تضحياته .. له كل الاحترام والتقدير وعلى كل من يقولون أن الجيش مكانه الحدود الاختفاء والابتعاد .. هو صمام الأمان وقت الكروب والشدائد ..

 

 

 

- الأنظمة المتحضرة هي التي جعلت للإنسان قيمة فقدمته على كل المكاسب المادية .. الرئيس : هدفنا الإنسان المصري وسلامته قبل أي شيء .. أوروبا : الشباب مقدم في العلاج على العجائز ! .. فرق هائل بين المعنيين ! .. أيضا في الغرب قلقهم على مؤسساتهم الإقتصادية كان أكبر بكثير من قلقهم على الإنسان ذاته .. لعلها فرصة للعودة إلى الإنسانية الحقة ومعها كل قيم التراحم والتكافل ..

 

 

- ثبت بشكل قاطع خدعة أن من يمتلك السلاح الأقوى سيكون سيد العالم .. فبما أفادت ترسانات الأسلحة الهائلة التي تحوي كل صنوف حروب الدمار الشامل ( نووي – بيولوجي – كيماوي ....إلخ ) أمام أضعف مخلوقات الله ؟! .. ظهر أنه أقوي بكثير من كل هذه الأسلحة الفتاكة التي يتباهى بها الإنسان بجهله وغبائه ويتعالى على الآخرين .. لعلها فرصة ذهبية لمراجعة النفس وإعادة ترتيب الأولويات ..

 

- سقوط مروع لنظرية تفوق جنس على جنس .. فقد اتضح بشكل قاطع أن فكرة تفوق وتحضر الإنسان الغربي كان وهما وخدعة كبيرة ولا تعبرعن رقي حقيقي .. من كان يصدق أن يجد كل هذه الهمجية والفوضى والتعدي على حقوق الغير في ألمانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول المتقدمة ! .. اتضح أن المخزون الإنساني الحضاري ليس شرطا أن يكون مرتبطا بالتقدم العلمي التكنولوجي وهو الذي يظهر معدن الشعوب الحقيقي وقت الشدائد .. روح التكافل والإيثار وجدناها في أفضل صورة في بلاد كثيرا ما وصفوها أنها متخلفة ! .. التخلف إذن في حاجة إلى إعادة تعريف من جديد .. كان من نتائج أزمة كورونا المهمة ..

 

- برزت بشكل كبير قضية الإيمان مرة أخرى والعودة إلى الله ومن ثم تقهقرعبادة المادة والارتكان الزائف إلى قوة صنعها الإنسان بيديه معتمدا على عقله وتقدمه .. الأزمة كشفت بجلاء أن الإنسان في حاجة ماسة إلى قوة أكبر منه يلجأ إليها وقت الأزمات الكبرى والكروب العظيمة مهما بلغت قوته .. اكتشف أنه ليس أمامه إلا اللجوء إلى الله القوي القادر بعد أن اتضح أن جبروته والارتكان إلى عقله وقوته لم يكن سوى وهما عشعش في مخيلته وخياله المريض بلا أدني سند .. أتوقع عودة قوية للدين في صورته العصرية التي تغذي الجانب الروحي للإنسان بعيدا عن كل صور الخرافات والخزعبلات التي مللنا منها ..

 

...................................................................................................

 

رأيي أن العالم سيتغير بالفعل لكن إلى الأفضل وسيتجه إلى التعاون أكثر .. الدول المتقدمة لن تبخل بتقديم خلاصة تجاربها إلى الدول المتخلفة .. الأغنياء سيخصصون جابنا كبيرا من أموالهم للفقراء .. ستزداد صلات القرب والتواصل وتقل مسافات البعد والتنافر ..

 

.................................. صدقني : أنا صاحي ولا أحلم .


إرسال تعليق

0 تعليقات