من سلسلة محاضرات(التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) لفضيلة الشيخ عبد
الهادي الزيدي
((ان التاريخ لا يرحم المسيئين والمقصرين لكنه
يخلد العاملين المخلصين المضحين بأحرف من نور))
المرجع اليعقوبي
تقرير / رسالة النيل
التاريخ أحداث ومحطات يستلزم أن نقف عند كل محطة
ونتأملها فكل حدث يمثل جانبا مهما من جوانب الحياة وربما لولاه لما كنا عليه اليوم
من ثقافة وسلوك ومعرفة .
لقد تناولنا فيما سبق بعض الموضوعات التي تطرق إليها الشيخ عبد الهادي الزيدي في برنامج (التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) وأهمية الأدوار التاريخية للشخصيات والأمم وفق نظرية التخطيط الإلهي وان الدور التاريخي يكون أما بموجب قوانين تكوينية خارجة عن إرادة البشر كما عبر عن هذا السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) في كتابه الرائع اليوم الموعود بقوله (إن البشرية، بصفتها جزءا من الكون، تكون محكومة بطبيعة الحال، للقوانين الكونية، التي تقوم بتطويرها بشكل موضوعي مستقل عن إرادة البشر. وإنما يملك الأفراد حرية التصرف من خلال ما تعطيه تلك القوانين من فرص ) أو دور تأريخي آخر يمكن ممارسته عن طريق الالتزام بالشرائع السماوية وإتباع سنن الأنبياء والصالحين وكل الأدوار تخضع لنظرية التخطيط الإلهي .
لقد تناولنا فيما سبق بعض الموضوعات التي تطرق إليها الشيخ عبد الهادي الزيدي في برنامج (التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) وأهمية الأدوار التاريخية للشخصيات والأمم وفق نظرية التخطيط الإلهي وان الدور التاريخي يكون أما بموجب قوانين تكوينية خارجة عن إرادة البشر كما عبر عن هذا السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) في كتابه الرائع اليوم الموعود بقوله (إن البشرية، بصفتها جزءا من الكون، تكون محكومة بطبيعة الحال، للقوانين الكونية، التي تقوم بتطويرها بشكل موضوعي مستقل عن إرادة البشر. وإنما يملك الأفراد حرية التصرف من خلال ما تعطيه تلك القوانين من فرص ) أو دور تأريخي آخر يمكن ممارسته عن طريق الالتزام بالشرائع السماوية وإتباع سنن الأنبياء والصالحين وكل الأدوار تخضع لنظرية التخطيط الإلهي .
إن التخطيط المحمي (الذي مثله الخط الاسماعيلي ) بكل شخصياته الحنفية الموحدة له دور تاريخي مهم جدا
في تهيئة الظروف الموضوعية والاجتماعية في طرح وقبول الدين الجديد (الإسلام ) في الوقت والمكان
المناسبين بعد ان انتهت الرسالات السابقة (نبوات الخط الحامي الاسحاقي ) بنهاية وظيفتها بتوفير ما هو مناسب من حلول وتربية
تلائم وطبيعة العصور اللاحقة التي تلت هذه
الرسالات والسبب حسب ما يذكر السيد محمد باقر الصدر ( فحينما النبوة في طبيعة تركيبها قد جاءت لعلاج مرض
معين طارئ في حياة الإنسان, تكون في طبيعتها رسالة قد صممت وفق هذه الحاجة .
وحينما تكون النبوة هكذا وتدخل شوط عملها وجهادها, وتكافح وتحارب في سبيل استئصال هذا المرض الاستثنائي, بعد ان تصبح هذه الرسالة مستنفدة لأغراضها , لأنها جاءت لمعركة جزئية محددة بظروف زمانية ومكانية خاصة , وهذه المعركة انتهت بانقضاء هذه الظروف.) نعم فمعركة المواجهة العقائدية والفكرية للخط الحامي(الاسحاقي) انتهت بظهور دين الإسلام .
وحينما تكون النبوة هكذا وتدخل شوط عملها وجهادها, وتكافح وتحارب في سبيل استئصال هذا المرض الاستثنائي, بعد ان تصبح هذه الرسالة مستنفدة لأغراضها , لأنها جاءت لمعركة جزئية محددة بظروف زمانية ومكانية خاصة , وهذه المعركة انتهت بانقضاء هذه الظروف.) نعم فمعركة المواجهة العقائدية والفكرية للخط الحامي(الاسحاقي) انتهت بظهور دين الإسلام .
سنتناول في هذه السطور جزءا من الأدوار التاريخية
التي ناقشها الشيخ عبد الهادي الزيدي لبعض الأمم والشخصيات العاملة ضمن مساحة
التخطيط الإلهي المحمي والجوانب التي دفعتها بالسير اتجاه المشاركة في بناء معالم
الدين الجديد (الإسلام) وكيف ساهمت جهودهم
بالمساهمة في إتقان دورهم وما ينتج عنه من
عقيدة في المستقبل إضافة الى تقديم هذه الشخصيات بصورة تختلف عما تم تقديمه
للجمهور بسبب غياب القراءة التاريخية الصحيحة والأمر لا
يخلوا من اللطف والتسديد الإلهي في جعل حركة التاريخ تصب في مصلحة التخطيط الإلهي
للخط المحمي وفق ما اقتضته إرادة السماء
بداية الأمر مع مراحل التأسيس الأولى والدور الذي
مارسه النبي إبراهيم (عليه
السلام) في
اختيار المكان المناسب (مكة) بعد إخراج بعض من ذريته (إسماعيل عليه السلام ) وجعل محل سكناهم في تلك المنطقة لحمايته من المخاطر
كونه يمثل الخط المسؤول عن ولادة الشريعة الخاتمة وصاحبها محمد (صلى الله عليه واله) وخلفائه من بعد أئمة أهل
البيت (عليهم
السلام ) وان
هذا الخط هو المسؤول عن حماية عقيدة التوحيد خصوصا بعد التباس الأمر وتشابك
المعتقدات مع بعضها البعض في الخط الحامي (الاسحاقي ) بعد ان غابت شخوص أنبيائهم (عليهم السلام) وان مهمة الخط المحمي (الاسماعيلي ) اقتضت بإبقاء عقيدة التوحيد نقية من شوائب المعتقدات الأخرى
التي نشأت بناءاً على مقتضيات المصلحة الشخصية للإمبراطوريات والحكام .
إذن مرحلة التأسيس كما يشير إليها الشيخ الزيدي مرحلة
يجب النظر إليها وفق منظومة فكرية شاملة نستطيع من خلالها جمع حوادث التاريخ
المبعثرة حتى يتسع أفق الرؤية لفهم أحداث التاريخ المعاصرة لمرحلة التأسيس خصوصا أنها
حدثت بعد استشعار النبي إبراهيم عليه السلام للخطر وهو في العراق فلا بد من توفير
الملاذ الأمن للخط الرسالي المحمي (الاسماعيلي ) من الخطر ومن هنا بدأت رحلة النبي إبراهيم بجانب ولده
إسماعيل (عليهما
السلام ) الى
مكة للاطمئنان على ركيزة المشروع الرسالي المتمثل بالنبي إسماعيل (عليه السلام) وذريته .
0 تعليقات