عز الدين البغدادي
في كثير من الأحيان
لا أعلق على بعض الأخبار والأحداث بسرعة، ربما أتأخر يوما أو اثنين لتتضح لي
الصورة وأيضا تنضج الفكرة التي أرغب بطرحها.
ولهذا لم أكن مع
الضجة الكبيرة التي ثارت أمس في وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بعد قام
ممثلية الاتحاد الأوربي برفع العلم الملون الذي يمثل المثلية الجنسية.
ما حصل لم يكن أمرا
سهلا، فهو يعبّر عن استهتار حقيقي بهذا البلد واستخفاف بشعبه وقيمه، لا اعتقد أن
هذه الممثلية التي تجاوزت حدود عملها الدبلوماسي تستطيع أن ترفع علما لها في مصر
أو باكستان أو السعودية أو الجزائر أو اندونيسيا، لكن ما ينبغي أن نعي جيدا بأن من
فعل هذا لم يكن ليفعله لولا وجود تواطئ بشكل ما من قبل جهات رسمية.
من لم يسمع بها، فانا
احدثه عن منظمة "عراق كوبر" التي تأسست في آذار ٢٠١٥ ، وتعد نفسها هي
المنظمة الوطنية الأولى للمجتمع الميم العراقي (المثليين، المثليات، المتحولين و
المتحولات)٠ وتتمتع هذه المنظمة التي تستحق ان يتم التعامل معها كمنظمة إرهابية
بسبب خطورة نشاطاتها بعلاقات واسعة مع السفارات، وأيضا مع سياسيين عراقيين.
حكومة سيء الذكر عادل
عبد المهدي رغم أنها إسلامية ومقاومة ورغم أنه أفضل رجل حكم العراق بعد الإمام علي
(ع) كما قال الشيخ علي الكوراني، إلا أنّها حصلت على شكر السفارة البريطانية لأنها
اعترفت بحقوق المثليين في العيش بغض النظر عن ميولهم الجنسية، وحسب تغريدة السفارة
على تويتر التي جاء في نصها " نرحب باعتراف الحكومة العراقية مؤخراً بحق
الأفراد في العيش بغض النظر عن ميولهم الجنسية. عش ودع غيرك يعيش"، وتابعت
السفارة بالقول، "ندرك أهمية العمل الذي قامت به عراق كوير للنهوض بحقوق
المثليين". بريطانيا تشيد باعتراف العراق بحقوق المثليين
المثلية الجنسية ليست
شيئا جديدا في هذا العالم ولها وجودها في المجتمعات بنسب مختلفة الا انها صارت
تلقى دعما كبيرا، فهي طريقة جيدة لتدمير قيم المجتمع وإشغال الناس بمواضيع اقل أهمية
تصرفهم عن واقعهم، وهي ترتبط بكل ما هو سلبي (الإلحاد، الاحتلال، الصهيونية،
المنطقة الخضراء). بعد ان كانت حالة محدودة، فقد صارت تجد لها الكثير من المبررات
ونحن نسمع من يقول بانها ميول طبيعية لكنها توجد عند نسبة قليلة من البشر وان
علينا ان نتقبلها، رغم انه حتى في المجتمعات الأوربي فانه ينظر الى المثلي لا سيما
الذكور نظرة احتقار وازدراء خلافا للتصور الذي يراد تسويقه بيننا.
التعامل في العراق مع
هذه المشكلة متطرف كالعادة، فهو اما ان يكون ببناء فنادق كبيرة لهم، وتوفير حماية،
وتشجيعهم، وتحويل القضية الى تجارة أو عن طريق التعامل بواسطة البلوك والصمغ
اللاصق.
عموما ما حصل وما
يحصل لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة سياسة السلطة التي تحكم العراق بعد 2003، وذلك
من جهتين:
الأولى: تدمير القيم والأخلاقية
والدينية في المجتمع مما جعل الشباب ينفرون من كل القيم المحافظة وذلك بسبب الاداء
الكارثي بعد 2003، ويحاولون كسر الأخلاق التقليدية وتجاوز المحرمات الدينية
والمجتمعية.
الثانية: الدعم
المباشر من قبل قطاع من السياسيين لهذه السلوكيات، وتوفير الحماية مقابل اتاوات
لكل مظاهر التحلل الجنسي.
ولهذا فان بعض من
انتقد وتهجم واصدر بيانات كان سببا باحدى هاتين الطريقتين في دعم الانحراف، كما ان
سرقة المال العام وخيانة الوطن ليست أهون من السلوك المثلي رغم شذوذه ومبغوضيته.
نحن في العراق نغضب
عندما يرفع علم المثلية (وهو فعلا أمر مدان ومستنكر ) لكن لا بأس ببناء فنادق
للمثلية، ربما طبقوا هنا تلك القاعدة اللعينة التي يحبونها: "المصلحة تقتضي"
0 تعليقات