رياض محمد
خلال الـ 17 سنة
الماضية عشت كبغدادي سقوط صدام والغزو الأمريكي للعراق حتى الانسحاب في عام 2011.
وبصفتي موظفا في الدولة العراقية اطلعت بنفسي
على الكثير من الحقائق والأسرار. وبصفتي الصحفية التقيت وحاورت عددا هائلا من من
صناع الأحداث العراقيين والأمريكيين (بما فيهم رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء وقادة
القوات الأمريكية). كما قرأت بالعربية والانكليزية الجزء الأكبر مما كتب - مما له
قيمة - عن الغزو وما بعده وهو كم هائل من الكتب والأبحاث (كان هناك ما لايقل عن 2000
كتاب بالانكليزية في مكتبة نيويورك العامة وحدها عام 2011 عندما وصلت نيويورك - كثير
منها محدود الفائدة على اية حال). كما شاهدت الكثير من الوثائقيات التي أنتجت عن
الموضوع. كما اطلعت أيضا على عدد هائل من الوثائق الأمريكية والعراقية بخصوص الحرب
وما قبلها وبعدها.
كانت حصيلة كل ذلك
قناعتي أن إسقاط صدام لم يكن أبدا خطأ إستراتيجيا كما أصبح مسلما به لدى الكثيرين.
لكن الولايات المتحدة ارتكبت آلاف الأخطاء الكبرى بعد الغزو وهذه قائمة بأهم 18 خطأ:
1- السماح بالنهب
وعدم إعلان حظر التجوال: هو بحق أم الأخطاء والسبب الأهم لكل الفوضى والدم الذي أريق
بعد ذلك. وهو دليل آخر على الجهل الأمريكي بما علمه التاريخ العراقي لصناع القرار.
كان من الممكن تجنب كل ذلك بإعلان حظر للتجوال وإطلاق النار على بضعة نهابين وهذا
كفيل بإخافة الآخرين. أدى النهب إلى تسرب السلاح والمال وتخريب الممتلكات الحكومية
والبنية التحتية والمواقع الثقافية واعطى انطباعا بضعف الامريكيين وشعورا بغياب
الامن والقانون.
2- عدم ملاحقة مجرمي
نظام صدام من اصغر مجرم شأنا والى أكبرهم. على عكس ما يشاع لا أظن أن اجتثاث البعث
وحل الكيانات المنحلة كان خطأ بحد ذاته بل الخطأ هو في ترك مجرمي نظام صدام وشأنهم
ليؤنبوا الناس ضد الوضع الجديد وينظموا خلايا إرهابية مسلحة ويعودوا لقتل الناس. جزء
من هؤلاء تورطوا في تعذيب البشر حتى الموت واغتصاب النساء بل وقتل الأطفال في سجون
صدام وآخرون كتبوا التقارير التي أدت لقتل العراقيين وآخرون ارتكبوا جرائم الإبادة
الجماعية وكان يجب اعتقالهم ومحاكمتهم وإعدامهم. وعلى أية حال انضم جزء كبير منهم للإرهابيين
واضطر الأمريكيون والعراقيون لقتلهم فيما بعد ولكن بعد فوات الأوان.
3- عدم تأسيس حكومة
عراقية كاملة السيادة وتأسيس سلطة الإتلاف المؤقتة واحتلال العراق (قانونيا) حتى
تسليم السيادة في 1 تموز 2004. لم يكن هناك أي داع لتأسيس هذه السلطة و جلب بضعة آلاف
من الأمريكيين (كثير منهم شبان وجهلة بالعراق) وعلى رأسهم بول بريمر ليحكموا بلدا
لا يعرفون لغته ولم يعيشوا فيه من قبل. كما أن هذا أعطى التبرير المثالي لكل الإرهابيين
في العالم ولمجرمي نظام صدام بشن اكبر حملة إرهابية ضد الشعب العراقي بحجة مقاومة
الاحتلال.
يتبع
0 تعليقات