مجدى شعبان
أظهر تحليل متخصص
بالجيوبوليتيك النفطي أن تركيا أخطأت التقدير عندما تصورت أنها فازت في ليبيا بعد
معركة طرابلس، في حين أنها لم تفز... لأن سرت الخاضعة لقوات المشير خليفة حفتر في
المعادلة المتحركة هي المفتاح الإستراتيجي للصراع في الوقت الراهن.
وعرضت مجلة ”اويل
برايس“ كيف أن تقديرات تركيا باستعجال إعلان النصر كانت خاطئة.
فاللعبة الحقيقية في
ليبيا، كما جاء في التقرير، ليست طرابلس وإنما هي ”السيطرة على مدينة سرت باعتبارها
البوابة لجميع مرافق النفط الليبية، بما في ذلك محطات التصدير الرئيسة“.
وأستحضر التقرير أن
الإعلام التركي ظل يزعم طوال الأسبوعين الماضيين أن القوات الموالية لحكومة الوفاق
الوطني (والتي تشمل الجيش التركي ومرتزقته السوريين) قد اقتحمت سرت، وهو الأمر
الذي لم يحصل.
مشيراً إلى أن سرت هي
مدينة إستراتيجية رئيسية لحفتر وأن تركيا عادت تشترط انسحاب قوات حفتر من سرت كشرط
وحيد لجعل حكومة الوفاق الوطني توافق على وقف إطلاق النار.
ويصف التقرير سرت “ بأنها
”ليست مجرد معقل لحفتر، بل هي مفتاح السيطرة على النفط الليبي.
“ فهي تقع على
الساحل، وتُعتبر -إلى حد كبير – بوابة لمنشآت النفط الضخمة في البلاد“.
مضيفا أن ”جميع القوى
الخارجية في هذه المعركة تصطف الآن حول سرت“.
فخلال الأسبوع الماضي
كان الفرنسيون قبالة سرت يحاولون فرض حظر على تدفق الأسلحة.
وأثناء قيام سفينة
تابعة للبحرية الفرنسية بتفتيش سفينة يشتبه في احتوائها أسلحة محظورة متجهة إلى
ليبيا، استهدفتها الفرقاطات التركية برادار، ما يشير إلى هجوم صاروخي وشيك – وهو
ما نفته تركيا.
أين أخطأ الرهان
التركي
عندما أخرجت حكومة
الوفاق وحلفاؤها الأتراك، حفتر من المناطق المحيطة بطرابلس، افترضت أنقرة أن
الجنرال سيتراجع ويتخلى عن سرت بسهولة، وأن الروس سيبرمون صفقة مع الأتراك وكل ذلك
سيؤدي إلى إنهاء الصراع لصالح حكومة الوفاق الوطني.
لكن ذلك لم يحدث.
ويضيف التقرير أنه
كان يجب أن تعرف حكومة الوفاق وأنقرة أن هذا لن يَحدث ما دام للروس ”وجود“ في
الجفرة. كانت الرسالة واضحة: لن يُسمح للأتراك بالاستيلاء على الجفرة.
وبالفعل، أجَّل
المسؤولون الروس اجتماعا في تركيا في الـ14 من يونيو بعد أن رفض الأتراك صفقة وقف
إطلاق النار، وأعقب ذلك إعلان مصر أن سرت خط أحمر.
ويصف التقرير سرت
بأنها الجوهرة الإستراتيجية على طول الساحل الليبي، كونها نقطة دخول ”الهلال
النفطي“، فضلا عن أنها النقطة الوحيدة التي يمكن من خلالها التحكم في الطريق إلى
الموانئ الرئيسة: سدرة، رأس لانوف، البريقة، وزويتينة.
مضيفا أن سرت بوابة
المنطقة شرق بنغازي، وهو ما يعني أن ”الاسم الجديد للعبة هو التحكم في كل شيء من
سرت إلى بنغازي. وهذا يعني التحكم في جميع خطوط الأنابيب والمصافي والمحطات
الطرفية ومرافق التخزين، بما في ذلك التحكم بالإمدادات الواصلة لطرابلس العاصمة“.
وبتقدير النشرة
النفطية المتخصصة، فإن المشير حفتر إذا تمكن الآن -بمساعدة روسيا ومصر- من السيطرة
على هذا الامتداد الساحلي للأراضي، فسيكون لديه نفوذ كبير لدرجة أنه يمكنه فرض
صفقة مع حكومة الوفاق الوطني بشروطه الخاصة.
ويخلص التقييم إلى أن
تركيا أخطأت التقدير: توهمت أنها فازت، لكنها لم تفز. فمدينة سرت التي يسيطر عليها
حفتر هي “ اللعبة “ وهي المفتاح الإستراتيجي للصراع في الوقت الراهن، كونها
البوابة لجميع مرافق النفط الليبية، بما في ذلك محطات التصدير الرئيسة، وهذه هي
اللعبة الحقيقية، كما يقول التقرير.
0 تعليقات