إسماعيل السوداني
لم يدر بخلد ساسة
العراق بعد ٢٠٠٣ بان أكلهم للسحت الحرام و إهمالهم لبناء الدولة و مؤسساتها الأمنية
و الاقتصادية و الاجتماعية و عدم فرض سيادة القانون بان ذلك سيعود عليهم وبالا
عاجلا أو آجلا.
ربما نفهم بان يغطي
بعضكم على سرقات البعض من المال العام من خلال تهميش فرض القانون و الضغط على
القضاء و ان الشعب المنهك سيقبل ذلك مرغما فتمرر صفقاتهم و سرقتهم للمال العام دون
محاسبة مادام الضمير في أجازة و ليس هناك من يحاسب.
ربما نفهم بان لا
تعتمدون على بناء مؤسسات أمنية مهنية و مستقلة لأنكم لديكم قواتكم المخلصة التي
تحميكم من الشعب و لن تنقلب عليكم لأنها اقوي من الجيش و الشرطة و كل الأجهزة الأمنية.
ربما نفهم أنكم لا
تريدون بناء مدرسة و مؤسسات تعليمية و نظام تربوي رصين لأنكم تستثمرون بالجهل كي
تستمرون بمناصبكم الى أن تدفنوا في قبوركم.
ربما نفهم أنكم
تستكثرون على الشعب مشروع طريق يربط بين مدينة و أخرى لان حياة الإنسان العراقي لا
تهمكم فالموت بحادث الطريق يعتبر بالنسبة لكم أفضل من الموت بحادث إرهابي.
ربما نفهم أنكم
تستكثرون على العراقي ان يتعالج وفق نظام صحي متطور مدعوم بمستشفيات و مراكز صحية
و أجهزة و معدات حديثة لأنكم و عوائلكم عند ادني عارض صحي تتعالجون في دول العالم الأخرى.
و لكن لم يدر بخلدكم
ان يصاب كوكب الأرض بفايروس كورونا المحدث (كوفيد-١٩) فتقطع السبل حيث لا حركة و
لا طيران و لا سفر و لا مستشفيات تستقبلكم انتم و عوائلكم و أصبحتم كما الذي بلع
شفرة و اختنق بها.
ستصابون بالوباء و
سترون ان آجلا او عاجلا ما قدمته أيديكم لإذلال الشعب في مستشفيات اقرب ان تكون
مسالخ منها مشافي.
فلن تحميكم جيوشكم و
لا أموالكم و لا جاهكم و لا سلطاتكم الدنيوية أمام هذا الوباء و ستموتون لأنكم أهملتم
بناء العراق.
و الله من وراء القصد
0 تعليقات