نعمه العبادي
هذا الخلاصات معظمها نتجت عندي من
المتابعة والمدارسة وبعضها الاجتهاد... أرجو ان تكون منصة تفكير تفتح أفاق لنقاش
منتج وهي الأتي:
- منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة والى لحظتنا الحاضرة لم تتبلور في العراق (هوية) قادرة على جمع
المشتركات الكبرى للتكوينات المختلفة مع الالتفات للخصوصيات، بحيث يشعر الجميع انه
في فسحة كافية من الانتماء وفي ذات الوقت ترتب اثار الحقوق والواجبات بشكل متساو، الأمر
الذي جعل الهوية تضيق في هذا العهد لهذا المكون ووتسع لذاك، وظلت إشكالية الهوية
الهشة تغذي كل دواعي الانقسام إلى لحظتنا.
- لم تكن السلطة منذ التأسيس والى الآن ممثل حقيقي للشعب، بل هي تمثيل ناقص
حتى في زمن الديمقراطية المزعومة، وظلت علاقة الريبة والشك والاتهام المتبادل بين
السلطة والشعب هي السمة الغالبة.
- لم يتم استخدام الجيش العراقي منذ تأسيسه لمعارك الدولة العراقية
وتحدياتها، بل كانت كل معاركه هي معارك السلطة أولا وبالذات، حتى المشاركة في حروب
فلسطين، وكانت المعركة الوحيدة التي هي معركة الدولة والشعب هي معركة الإرهاب
وداعش تحديدا، ومع ذلك فان مدخلات هذه المعركة والكثير من دواعيها ومسبباتها لها
علاقة وثيقة بارادة السلطة ونوازع الحكم.
- لم تشتغل السلطة ولا المعارضة (أفرادا واتجاهات)، (قديمة وحديثة) وبكل أطيافها
وتوجهاتها على انجاز سؤال (كيف نحكم؟) بل كان كل الجهد منصب على سؤال (من يحكم)،
ولذلك ما لم يتم توجيه بوصلة السؤال بالاتجاه الصحيح فالمنتج أشكال مختلفة من
السلطة وليس نماذج مختلفة من صيغ الحكم وإدارة الدولة.
- كان العامل الخارجي حاضرا بقوة في الترسيمات الأولى للدولة العراقية، ولم
يغب في اي مرحلة، ولا يزال حاضرا، وهو مرتبط بحضور لهذا العامل في عموم منطقة
الشرق الأوسط التي تكونت على اثر صراع العامل الخارجي، وأية تسويات وصياغات استقرار
وامن دون الالتفات بعناية لمكانة العامل الخارجي في المعادلة.
- منذ الازل لم يكن الجوار العراقي مبعث خير للعراق والعراقيين، وظل في كل
المراحل يتعاطى مع الأمور بحسب قوة وضعف الأوضاع في العراق، والمقولة الكلية
المستبطنة في ضمير كل الجوار العراقي هي ان (استقرارها وأمنها يقتضي بالضرورة إضعاف
العراق أو على الأقل ألا يكون قوياً).
- العراق بلد قيمته المادية والمعنوية دنيويا وإلهياً اكبر من كل الوجودات
العالمية، وهناك مشروع وإرادة إلهية مخططة لهذا البلد ومقاصد تتعلق بالعناية الإلهية
الكبرى، وهي السبب لحفظه بهذا المقدار من عظم الفتن المحيطة به، واقطع بان اغلب بل
معظم العراقيين نخبا وعامة، في السلطة وخارجها، غير مدركين لهذه المكانة ولا
المهمة، ومع الإدراك فالاعتناء والعمل لأجله اقل.
- معظم أمراض السلطة موجودة بالقوة أو بالفعل في شرائح واسعة من الشعب،
والعراقيون أفذاذ في التقييم الفردي والقدرات المميزة ولكنهم مزعجون ومتعبون في
العمل الجماعي، وتتناقص قيمتهم المضافة كلما زاد عدد المجموع في قضية ما.
- معظم المشاكل السياسية والأمنية والثقافية والاقتصادية ووو للدولة
العراقية متراكمة، لها جذور من عهود خلت، وتزداد مع كل جيل من السلطة، وتساهم ظروف
معينة في بعض المراحل في اخفات جذوتها أو إشعالها.
- إشكالية نظام ما بعد 2003 انه صمم كنظام ينتج الخطأ، وليس نظام به خطأ،
لذلك أي عملية إصلاح لا تدرك هذا الاستحقاق ستكون مجرد شعارات.
- ساهمت البيئة المشوشة في تغيير ادوار الكثير من القطاعات والاتجاهات، ومن
أعظم الالتباسات التي حصلت هي إخراج الدين وعدد من رجاله، والسلاح ومعظم قطعاته من
مساحته الطبيعية الى مساحة أخرى، شكلت بمجملها التباسات عظيمة وخلقت تشويش كبير.
- على مستوى الأطراف القابضة على السلطة بمختلف مسمياتها وأشكالها، لا يوجد
عند المعظم الحد الأدنى من الرغبة لانجاز إصلاحات ولو بقدر متواضع، والكل يشترط ان
تكون الأمور الجديدة ضامنة لمكانته وامتيازه.
- يتحمل الشعب في ظل ثقافته الاتكالية وترديد مصطلح (ما عليه) و ( شسوي) وعدم
متابعة أي انجاز وتنميته، فضلا عن خذلان الحق وأهله مسؤولية كبرى، ومالم يصحح من
مسيرته ومنهجه سيبقى خارج معادلة التأثير.
- آية محاولات لا تفكك الجذور بعناية وتعترف بالذاكرة المجروحة وتسمح
بالتفكير بصوت عال لكل الجماعات، لن تنتج خطوة حقيقية في مجال بناء الثقة، والتي
هي مقدمة مصيرية للهوية، وبدون ذلك تبقى الأحاديث مجرد مقاربات شكلية أو معالجات
جزئية.
-
معظم النخبة بكل أطيافها مصابة بنفس أمراض السلطة
وزيادة، وهي ظاهرة صوتية تجتر النفخ بالحروف ويلين جانبها ويسيل معظمها عند مائدة
الامتيازات والغالب جاهل يتصور انه عالم، أو مدع ليس له من دعوته اي حظ، او اتكالي
يريد غيره ينوب عنه، أو جبان لا يجرىء على تحمل الصعاب او متعالي لا يدرك فراغه
وتفاهته وهكذا هي خارج دائرك التأثير في المعظم..
أعزائي هذه الخلاصات يفتح كل منها الباب لالف تفريع ونقاش، وهي محاولة جادة
لتحريك نقاش منتج، تكون بوصلته (كيف نكون أحسن) بعيدا عن إثبات الذات والجدالات
اللفظية والانوية...
خالص المحبة
0 تعليقات