عز الدين البغداي
عندما وقعت الحرب
العالمية الثانية انهار الجيش الفرنسي بسرعة أمام القوات الألمانية وتم احتلال
معظم الأراضي الفرنسية. وقد تم تشكيل حكومة عرفت باسم حكومة فيتشي. وفيتشي هي
مدينة فرنسية صارت مقرا للحكومة الفرنسية العميلة للسلطة النازية، وقد قاد هذه
الحكومة العميلة للألمان المارشال الفرنسي هنري فيليب بيتان.
كان المارشال بيتان
احد أبطال فرنسا في الحرب العالمية الأولى، إلا أن موقفه في الحرب الثانية اعتبر
خيانيا بكل معنى الكلمة، رغم انه رأى أن تصرفه سيكون إنقاذا للواقع الفرنسي
الداخلي بعد الاحتلال..
وعندما تحررت فرنسا
من الاحتلال النازي سنة 1945 قبض على المارشال بيتان بتهمة الخيانة العظمى وحكم
عليه بالإعدام. إلا أن الحكم لم ينفذ وتم تخفيضه الى السجن الذي بقي فيه حتى توفي
سنة 1951.
لكن هل تعرف السبب في
تخفيض الحكم من الإعدام رغم اتهامه بالخيانة العظمى؟ السبب هو تقدير بطولاته في
الحرب العالمية الأولى‼ فالفرنسيون لم ينسوا تاريخ البطولة.
الآن بعد مضي 17 سنة
على تغير النظام آما آن الأوان لإطلاق سراح هؤلاء الضباط الذين دافعوا عن وطنهم ضد
أكثر من عدو وفي أكثر من حرب؟
هؤلاء لم يخونوا
وطنهم وقاموا بما أوجبه عليهم واجبهم الوظيفي وحسب، أليس لهم شيء يذكر في تاريخهم
الوطني؟ بأي منطق سياسي أو قانوني يقبع ضباط محترمون تحت القضبان بينما الفاسدون
يصولون ويجولون؟
توفي اليوم في سجنه
وزير الدفاع السابق الفريق الركن سعدي طعمة عباس الجبوري، وهو كما قرأت أول وزير
دفاع عراقي شيعي، وهو ضابط كفوء جدا من قلة من الضباط حملوا شارة الركن وهم برتبة
ملازم أول، وعين آمر لواء وهو برتبة رائد ركن.. كان من الممكن الاستفادة من خبرته،
وكان من الممكن العفو عنه بعد أن قضى فترة طويلة في السجن على الأقل لأسباب إنسانية.
سينصفهم التاريخ،
وسيضعهم في لوحة الشرف التي لا يوضع فيها إلا الرجال. أتعرف متى؟ حينما يوضع
الخونة خلف القضبان وعندما يسجلهم التاريخ في صفحات الخزي، ولن يكون هناك شيء يذكر
لهم أو يشفع لهم كما شفع للمارشال بيتان.
أطالب بإطلاق سراح من
بقي من ضباط الجيش العراقي ممن صدرت ضدهم أحكام لا سيما وأنهم قضوا فترة طويلة في
السجن..
رحم الله شهداء العراق
0 تعليقات