أحمد مبلغي⇭
نظرية التقديس
الكاذب في الاستنباط (٣)
النقطة الثالثة: خطوات
تشكيل العملية المنتهية إلى التقديس الكاذب:
قلنا سابقًا إنه
نظرًا لأن كل كلمة أو فكرة مذكورة في النص، تمتلك "مفهوما حركيا واسعا بقدر
سعة التاريخ"، فيجب منهجيا أن نتعامل مع هذه الكلمة او الفكرة، تعاملا قائما
على استغلال"النظرة ذات السعة التاريخية"، والآن نضيف: إذا لم نلاحظ هذا
العنصر المنهجي (وجود رؤية واسعة تستوعب الاتساع التاريخي للكلمة او الفكرة)، فإنه
تنتج عن ذلك نتيجة خطيرة وهي بدء عملية تقودنا - شئنا أم لم نشأ- إلى التقديس
الكاذب.
سؤال: ما هي هذه
العملية التي تحدث عندما يتم تجاهل العنصر المنهجي المشار إليه؟
الجواب: إذا أردنا
رسم العملية التي تؤدي - بحسب وجهة نظر الشهيد الصدر- إلى "تكوين قداسة زائفة
لفكرة أو كلمة ما في نظر الفقيه"، يجب أن نقول إن هذه العملية تتكون من
الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: تشكيل
عملية الاستنباط دون حضور عنصر "النظر الى التاريخ وتطوراته" في منهجية
هذه العملية:
الذي يتم في البداية،
هو تجاهل عنصر النظر في التاريخ، وعدم الانتباه إلى حركة فكرة ما أو كلمة ما في
سياق التاريخ والتحولات التي حدثت في هذه الحركة.
وكما قلنا يعبر
الشهيد الصدر عن مثل هذا الفقيه الذي يهمل التاريخ وتطور المفهوم التاريخي بقوله:
"الفقيه الذي لم تمتد أبعاده الفكرية، وتصوراته عن الماضي والحاضر والمستقبل".
الخطوة الثانية: الانطلاق
داخل سياق خاص زمني:
الفقيه الذي أهمل
النظر إلى التاريخ، يركز بشكل تلقائي وطبيعي على جزء من التاريخ أو زمنه الذي يعيش
فيه، لذلك يتعامل مع الفكرة أو الكلمة المذكورة في النص من هذا المنظور.
والشهيد الصدر يعبر
عن الذي في قبال التاريخ، والذي يوجه الفقيه نظرته اليه، ويحبس ويحصر هذه النظرة
فيه، بـ "الوضع الاجتماعي الذي يعيشه الممارس".(اقتصادنا. ٣٨٧).
الخطوة الثالثة: الاستسلام
والخضوع للمعلومات المتشكلة داخل ذلك السياق الخاص:
ليس المقصود
الاستسلام الاختياري، بل الاستسلام العفوي لهذه المعلومات التي تتشكل داخل سياق
مقطع خاص من التاريخ، ماضيا كان او حاضرا.
ببيان آخر، إن هذا
الموقف اللاواعي الذي يمتلكه الفقيه حيال كلمة أو فكرة، يعتمد على معلومات محدودة
تم تلقيها على أساس تركيزه على مقطع معين من التاريخ، أو على المقطع الزمني الذي
يعيش فيه.
عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (٩)
⇭ مرجع دينى إيرانى
0 تعليقات