د. ربيع
عامر صالح😑
اذكروا محاسن موتاكم ..
بهذه العبارة الكريمة حدد الرسول الأعظم طريقة تعامل الأحياء مع الأموات .
احمد راضي قامة
رياضية شامخة أسال الله أن يغفر له ما يعلم من ذنوبه وسيئاته ويتغمد روحه بالجنة.
لا جدال في أن بعض
شرائح المجتمع مثل الرياضيين والفنانين يمثلون إيقونات اجتماعية تعبر عن جوانب من
عبقرية المجتمع وتطلعاته نحو آفاق السمو والجمال في الحياة .بيد أن الأمر لم يعد
كذلك منذ ان تدخلت السياسة في كل شيء فافسدته لاسيما في عهد الدكتاتورية
والاستبداد فالرياضة والفن من أهم أدواتها في السيطرة على عقول الناس وأذواقهم
وتوجيهها حيث يريد الحاكم .
وقد شهدنا ذلك ورأيناه
بأعيننا في عهد الدكتاتورية البائد حيث أصبح الرياضي و الفنان ( المطرب تحديدا) وسيلة
أساسية من وسائل السيطرة على الشباب وامتصاص النقمة وغسيل دماغ جمعي وتقديم مايلهي
الناس ويشغلهم عن بؤس حياتهم وبشاعة واقعهم . لقد أصبح مطرب الملاهي و لاعب كرة
القدم هو النموذج المحتذى و الحلم الذي يراود خيال الصبية والمراهقين لانه نموذج
النجاح وطريق الشهرة في الحياة .
ما زلت أتذكر شكوى
المرحوم عالم الاجتماع الكبير الدكتور علي الوردي في ندوة ألقاها في المكتبة الوطنية
في شهر كانون الأول من عام ١٩٨٩ و صرخته المدوية احتجاجا واستنكارا لطريقة تعامل
الدولة معه مقارنة بطريقة تعاملها مع مطرب امي لا يكاد يحسن الكلام .مازلت اذكر
كلماته الغاضبة المنكسرة التي تلخص واحدة من فجائعنا في عهد الدكتاتورية الأسود
عندما قال ( إنني أعيش آخر أيامي في هذه الدنيا وقد طلبت من الحكومة مرارا وتكرارا
ان يسمحوا لي بالسفر خارج العراق سعيا لزيارة بعض الجامعات الغربية لكي أقف على ما
استجد من تطورات في عالم البحث والتأليف الا ان طلبي يواجه بالرفض والمنع في كل
مرة وثمة مطرب شاب يدعى حاتم العراقي يسمح له بالسفر أينما شاء ومتى ما أراد ).
كل إنسان له دوره وأهميته
في المجتمع لكن قوام الحياة ونظم المجتمع لايستقيم الا بمفكر مثقف يراقب السلوك والأفكار
ويحدد المفاهيم والمتبنيات وسياسي وطني نزيه يعمل من اجل رخاء المجتمع وتقدمه
ومعلم او مدرس يعلم الجاهل ويرشد الأجيال الى طريق العلم والنور وعالم باحث يسعى
لفك شفرات الطبيعة وما استغلق من أبوابها و طبيب يخفف الآلام ويهزم الأمراض يهرع
اليه كل مريض او مصاب وجندي يحمي الأرض والعرض .
مع احترامي الشديد
لذكرى الفقيد ولأهله ومحبيه أقول بان الضجة التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي
والفضائيات التي أعقبت وفاة المرحوم احمد راضي ذكرتني بحديث دار بين عملاق الثقافة
العربية عباس محمود العقاد وبين صحفي سأله عن راية بالفنان شكوكو فقال له العقاد
ومن هو شكوكو هذا ؟ ثم التقى الصحفي بعد ذلك بشكوكو واخبره بما جرى بينه وبين
العقاد فقال له شكوكو اذهب الى العقاد وقل له لو وقف العقاد على ناصية من الشارع
ووقف شكوكو على ناصية أخرى فعند أي ناصية ياترى سوف يتجمع الناس ، وذهب الصحفي
ليبلغ العقاد بما قال شكوكو فكان رد العقاد قل لشكوكو لو وقف شكوكو على ناصية و
وقفت راقصة على ناصية أخرى فعند أي ناصية سوف يتجمع الناس ؟
0 تعليقات