حسناء على
نعم صدقت ريم الشمري حين قالت ان الكويت للكويتيين فقط، فالكويت لا يدخلها
الوافد إلا كمأجور ولا يُعامل إلا معاملة الخادم .
أما مصر يا ريم فلم تكن أبدا للمصريين، بل كانت علي مر تاريخها لكل من يقيم
علي أرضها وداخل حدودها.
مصر لم يكن بها يوماً مخيمات لاجئين لأن اللاجئ في مصر- للعلم مصطلح لأجيء
مصطلح مرفوض عند المصريين- يذوب في نسيج المجتمع بلونه وعرقه ودينه.
لذلك حين نقول أن مصر أم الدنيا فلأنها حقا الأم التي احتضنت كل من لجأ إليها،
وحين نقول إنها أجمل بلاد الأرض فليس لدفئ هوائها ولا روعة طبيعتها ولكن لذلك
النسيج الإنساني البديع وانعكاساته علي كل نواحي الحياة، ذلك النسيج الذي اثري
الحياة المصرية بمختلف فنون العمارة والأدب والفن وحتي صنوف المأكولات.
الزائر لمصر سيعيش ذلك الجمال في كل مدينة وشارع ومقهي، سيتنفس هذا الإبداع
في السينما والمسرح والأدب والشعر.
فما كان لكل الجاليات التي توالت علي مصر أن تقدم كل ارثها الحضاري لهذا
الوطن لو شعرت يوماً بأنها مأجورة.
نحن لا نبغيكم في الكويت!
فماذا لو قالت بريطانيا العظمي للسير مجدي يعقوب وهو الطبيب الشاب البسيطـ،
نحن لا نريدك في وطننا لأنك مجرد مأجور .
ثم ماذا لو قالت أمريكا لأحمد زويل وأسامة الباز وغيرهم من الوافدين من كل
أنحاء العالم، ماذا لو قالت لهم انتم لستم شركاء في الوطن.
هنا يظهر الفرق بين الدولة بشكلها الحضاري وبين القبيلة بعقليتها المحدودة،
فالدول العريقة تعلم انه من خلال تبني المواهب ذات الثقافات المختلفة والمتعددة
يمكن تحقيق أضعاف ما كان يمكن ان يتحقق لو أنها انغلقت علي نفسها وفكرت بطريقة
القبيلة التي ترفض كل ما هو غريب عنها، فهي ان تعتبره غازي يريد نهب القبيلة او
تعتبره خادم اقل منها علي المستوي الإنساني.
ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام في رحلته الي بناء دولة مدنية حقيقة لم
يتردد أبدا في أخذ المشورة من أصحاب الثقافات المختلفة من أمثال سلمان الفارسي رضي
الله عنه، في الوقت الذي دعي الناس لنبذ الروح القبلية فقال عليه الصلاة والسلام "
دعوها فإنها منتنة"..
انتم لستم شركائي في الوطن!
نعم يا ريم لسنا شركائك في الوطن وصدقا لا نريد، لكن لو حباكي الله يوما
بزيارة المحروسة فستكوني شريكتي في الوطن حتي تعودي لبلدك سالمة.
الجالية المصرية أحقر جالية !!
فإن كنتي يا بنت الكويت تعتقدين أن مصر دولة فقيرة فلن أحدثك عن قبور أجدادي
المبنية من الذهب والفضة، لكن هل تعلمي يا ريم أن وجبة إفطار المصريين في يوم واحد
تكفي لإطعام شعبك ثلاث وجبات يوميا لأسبوع كامل، أما ما يلقيه المصريين من فضلات
طعامهم لحيوانات الشارع فهي بلا مبالغة توازي اقتصاديات بعض الدول.
اخيراً سأقول قول السيدة زينب عليه السلام :
و لئن جرت على
الدواهي مخاطبتك، إني لاستصغر قدرتك ، و استعظم تقريعك ، و استكثر توبيخك.
2 تعليقات
من اكتر الابداعات فى الرد على المتطاولين على مصر
ردحذفردا مهذبا بديعا بليغا جميلا
ردحذف