بقلم مازن البعيجي..
عند وصول ناقلات النفط الإيرانية لميناء كركاس
في فنزويلا.....
قبيل المغرب وصلت أحد ناقلات النفط رصيف كركاس - فورتشن - والمشهد لا
تستطيع العيون استيعابه دونما تشاركها الدموع التي ترى حجم الفرحة عبر الأيادي
التي ترفع وأضواء الموبايلات شكلت لوحة راقصة تموج والبحر والأمواج التي حركتها
ناقلة النفط كأنها صفائح ذهب سطع نور الشمس وجناتها ..
خرج البحارة الإيرانيون يشاهدون المنظر المهيب والذي يحكي قصة انتصار
الخميني والخامنئي على الاستكبار والصهيونية العالمية والوهابية البغيضة ، مشهد
يؤسر الأرواح وصوت القرآن المعتاد في السفينة قبل كل صلاة يصدح والأمواج وتصادمها
بجدار السفينة كأنه يطوف ويلتمس حجرها الأسود ليأخذ من شجاعتها وهي تمد يدها من
بندر عباس إلى كركاس ..
توقفت الناقلة وألقيت الحبال الضخمة وهرع لها شرفاء على رصيف كركاس وهم
فرحون ومبتهجون وبدل الشخص الواحد انحدر نحو الحبال أكثر من عشرة أشخاص كأنهم
يقولون مرحبين لن نسمح لك بالرحيل بعد أن منحتنا الحياة .
نزلنا تباعاً وأخذت باقات الزهور تمطر رؤوسنا والهاتف باللغة الفنزويلية من
الوجوه المستشرة تعرفها ، حتى نزل آخر واحد القبطان وكذلك أمام جماعة الناقلة! فهذه
ناقلة دولة الفقيه وليست ناقلة حاملة طائرات جورج واشنطن التي عليها تقام كل المنكرات
والزنا والسفاح والخمور والرقص ومهمتها قتل الشعوب العربية والمسلمة بأنواع من
عملاء وشواذ رؤساء العرب العبرية!!!
وبعد شوط من الترحيب طلبوا منا التوجه للاستراحة لكن نحن كنا قد خططنا
الصلاة جماعة على الرصيف ، فوافقوا وهم لا
يعرفون ماذا سنفعل ، ينظرون لنا بشوق أي شيء سينفذون فرشت الفرش واصطف جنود الولي
والثورة نسق زاد مشهد البحر القريب منه جمالاً ساد الهدوء وطلب من المؤذن ان يصدح
بصوته فهو رجل كبير كان يؤذن في جبهات القتال أيام الحرب المفروضة على إيران الإسلامية ..
وقد ربط صوته مع مكبرات للناقلة فورتشن وقرأ قبل الآذان ( الَّذِينَ إِنْ
مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ
الْأُمُورِ ) الحج ٤١ ..
ثم قال الله اكبر الله أكبر ..
بصوت حمل من الشجن واللوعة والحزن والتناهيد وتلعثم بالبكاء ولم يبقى أحد
من الإيرانيين والفنزوليين إلا وبكى والمؤذن يدير بوجه نحو البحر ويرقق الصوت
ليهمس للأمواج هل تعرفين ما اقول وأي كلمات انا ألفاظها !؟
أذان مشهدي جلب قباب الرضى أمام عيون المصلين الاستشهادين ومن دفعوا الرشى
على الذهاب بهذه الرحلة الخمينية الخامنائية حتى انتهى الآذان ثم طلب المؤذن من
الحاضرين قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء والمؤسس روح الله الخميني العظيم ،
ولكن فجعوا عندما قال وعلى روح الحاج قاسم سليماني والمنهدس كأنه فتحت لهم جرحاً
عميق حتى لطم البعض على وجهه ..
كانت صلاة لم اتذوق مثلها فقط عندما كنا في جبهات القتال ..
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه تسدده على دولة الفقيه ..مقال
قادم نلتقي..دمتم)..
0 تعليقات