إكرام المحاقري
بإمكاننا الجزم بالتأكيد بأن الشعوب العربية والإسلامية باتت تجهل المصير
المحتم لمن يشهر سيفه بوجه من يجب أن يكون معهم في خندق واحد ، ومن وصل الحال به
إلى مناصرة العدو الصهيوني وبيع القضية المركزية ، والتطبيل لمن يقتل المسلمين تحت
مسميات مزعومة اخترعتها الصهيونية كمادة تخدر العقول العربية وتعبئها بالعداء ضد
القوى التي طالما ناصرت فلسطين والقدس منذ البداية ، ومازالت تناصر هذه القضية
بخطوات عظيمة وثقة بالحق ، ومدت يد الإخوة للأمة الإسلامية للاعتصام بحبل الله ،
وكانت ومازالت صمام أمان من الوقوع المدوي في فلك الصهاينة وبيع الدين ..
هناك مصطلحات قديمة كانت عاملا مؤثرا لإيقاف العدو عند حده ، منها عادات
وأعراف عربية متوارثة كالثأر والإباء ، وأهداف ثورة ولدت من رحم المعاناة ضد الاحتلال
، لكن العدو الصهيوني كرس كامل قواه الناعمة لاختراق العقول المسلمة فجنت حروب شنت
ما بين العرب وأنفسهم لما فيه مصلحة الغرب !
كذلك حروب بين العرب والدول الإسلامية كما حدث بين العراق وإيران أيام حكم
صدام حسين حتى غزو الكويت ، وغيرها من النزاعات والحروب البينية ، وما تواجهه
اليوم دول محور المقاومة من حملات عسكرية وسياسية وثقافية عنيفة تشارك في دعمها
وتلميعها حكومات عربية ، وصمت الشعوب إزاء ما تخلفه هذه الحروب التي لم تعد تعي
ماهية مسؤوليتها !
أما الحكومات فقد غُسلت اليد منهم كما غسلت من قذارة علقت بها ، فقد حرضت حتى
اوقعت هذه الشعوب في بحور الكراهية لنفسها ، ولا مناص لهذه الشعوب من الوعي
والتوجه الحقيقي نحو مناصرة قضايا الأمة والمستضعفين في العالم ، وإبراز عظمة
الدين الإسلامي والنهج المحمدي ومدى قداسة المقدسات الإسلامية في قلوب المؤمنين في
ارجاء البسيطة ، والنظر إليها كحق للعرب والمسلمين في هذه المقدسات أرضا وقبلة قبل
أن تكون حق في يوم العودة وذكرى للنكبة ويوم قتل فيه الطفل محمد الدرة ..
نحن لا نقلل من شأن هذه المناسبات ، لكن الوضع اليوم يُحتّم على المسلمين
حسم القضية وتوجيه بوصلة العداء باتجاه العدو الحقيقي والأزلي للأمة الإسلامية
والبشرية ، حيث وقد تغلغل السرطان الصهيوأمريكي كالسم الزعاف في عروق الأمة كمادة
مخدرة انستهم خطورة المرحلة فيما بعد تمكن هذا الكيان الحاقد في المنطقة !
ها نحن نشهد اليوم ثورة وانتفاضة عارمة في الشوارع الأمريكية ، المظلومون
يرفضون العنصرية والدونية والإقصاء للزنوج من ذوي البشرة السمراء ، ونحن ندرك أن
هذا الغضب المندد بديموقراطية أمريكا الزائفة له دلالات وابعاد خلقت من قبل خنق
وقتل الشاب الأسمر ، بل أنه كما يقال طفح كيل الشعب من هذه السياسة المقيتة ومن
فضيحة المّت بأمريكا حال تفشي جائحة الكورنا وعدم اخذهم للاحتياطات اللازمة وتوعية
الشعب من أجل سلامتهم والحفاظ على أرواحهم ، ولتكن هذه نقطة بداية التحرر للشعب
الأمريكي .. لكن لن يكون للعرب فيها ناقة ولا جمل ولا فائدة ، فمن سياتي بعد ترامب
سيحمل نفس الغريزة العدائية للعرب المسلمين ، بل سيكون اشد وطأة وظلما ، وهذا هو
حال الشعب الأمريكي المشبع بالكراهية والحقد نحو المسلمين ، والعرب بالذات بسبب
الثقافة والإعلام الصهيوني المسيطر على توجيه الشعب الأمريكي ..
لذلك من الأفضل أن تتحرر الشعوب العربية والإسلامية من أغلال الإرتهان
للثقافة الصهيونية وثقافة التسليم لمن يقدم نفسه كبيرا يمتلك من السلاح ما يمكنه
سحق الأرض ومن عليها !! هناك مثل أمريكي يقول : "إذا أردت السلام فاحمل
السلاح" ، ونحن نريد السلام لا الحقيقي والعدل الألهي ، فلنتخذ هذا الاسلوب
ولتسقط إسرائيل وجميع الحكومات العميلة والمرتهنة للقوى الصهيونية قبل أن يسقط
المعتوه ترامب ويتم تنصيب شيطان غيره .. لتتوجه الشعوب لتحرير القدس ومكة ، وتحرير
العقول الضائعة من ثقافات مغلوطة ودخيلة على الدين الإسلامي الحنيف .
0 تعليقات