آخر الأخبار

تحالف الإخوان و الاشتراكيين الثوريين




 

 

 

رسالة النيل – متابعة

 

 

"في نهاية عام 2005 خرجت جريدة "المصري اليوم" بـ"مانشيت" احتل مكاناً بارزاً من صفحتها الأولى بعنوان "مصاحف الإخوان وأعلام الشيوعيين ترتفع في سماء القاهرة" وصاغ محرر الجريدة أسفل هذا العنوان تفاصيل المظاهرة التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين ومنظمة الاشتراكيين الثوريين للتنديد بالمحاكمات العسكرية التي طالت عدداً من أعضاء مكتب إرشاد الجماعة، والاحتجاج على قانون الطوارئ.

 

 

 

لعب المفكر الماركسي الراحل كريس هارمن دوراً في هندسة التحالف بين الاشتراكيين الثوريين والإخوان ومنحه غطاءً نظرياً، حيث أصبحت الوصية التي ختم بها هارمن كتابه "النبي و البروليتاريا" والتي لخصها في شعار "مع الإسلاميين أحياناً.. ضد الدولة دائماً"، المفتاح السحري لحل تناقضات التحالف الذي عقده التروتسكيون مع الإخوان، وهو القرار الذي اعتمده مؤتمر منظمة الاشتراكيين الثوريين المنعقد في صيف 2005 بالأغلبية المطلقة، ولم يجد سوى معارضة بعض الأصوات الضئيلة، وعليه تم تنسيق العمل المشترك بين قيادات وأعضاء المستويات الوسيطة والقواعد الشبابية لكلا الكيانين.

 

لكن ما جرى بعد ذلك كان على الضد من وصية هارمن؛ فلم يستطع الاشتراكيون كسب عناصر جماعة الإخوان إلى صفوفهم، وبدلاً من إشاعة الوعي الاشتراكي الثوري بين صفوف الطبقات الوسطى والشرائح المنتمية إلى البرجوازية الصغرى ذات الأصول الريفية التي تشكل القاعدة العريضة للإخوان، اضطر الاشتراكيون في بعض الأحيان إلى تبني خطاب ديني لمغازلة الجماعة وكسب ود أعضائها.

وكادت الحدود الفاصلة أيديولوجياً بين الكيانين أن تنمحي، وأصبح الاشتراكيون وكأنهم الفرع التقدمي لجماعة الإخوان، وذابت المنظمة كلها في هذا الجسد الهلامي."

 

حين وصل الإخوان للحكم تنكروا للجميع وظهرت حقيقتهم المعادية لكل من هو مختلف وخصوصا من هو يساري، فوصف عصام العريان اليسار بالتشرذم وتلقي التمويلات ومعاداة الدين، ووصفت جريدة الحرية و العدالة مظاهرات اليسار المعارض لهم بـ"عزبة اليسار والفول!

 

وبعد سقوط مرسي عاد الاشتراكيون الثوريون لاعلان التحالف مع الإخوان المسلمين متناسين ما يتعرض له اليسار و الحركة الوطنية المصرية منذ السبعينات على أيديهم، وعاود الاشتراكيون الثوريون العمل كفرع تقدمي للاخوان المسلمين لا يفعل شيئا سوى التضامن مع قضاياهم وقياداتهم والدفاع عنهم بدلا من التصدي لقضايا اليسار.

 

تعديل: تم إقتباس بعض الفقرات من مقال الرفيق محمود مراد بعنوان: رهانات خاسرة.. لماذا فشل تحالف "الاشتراكيين الثوريين" مع "الإخوان"؟

 


إرسال تعليق

0 تعليقات