علي الأصولي
عبارة أطلقها أمير
المؤمنين (ع) عندما تناهى إلى سمعه أن انبارية ( في الجزء الغربي من العراق ) أخذ
منها حليها على يد قطاع الطرق ومن اخل بأمن البلاد وسلامتها على يد المعتدين.
تعالوا معي للانتقال
إلى زمن آخر من أزمنة الحرص على الناس وأمنهم وسلامتهم من طوارق الحدثان. ولتكن
نقلتنا إلى الأحداث العراقية في العصر الحديث فقد نقل صاحب كتاب ( مع علماء النجف )
هذه الأحداث لتوثيق تلك المرحلة فإليكم ما قال نصا فيها :
لما التهبت نار الحرب
و توسعت و هاجم اﻹنكليز العراق و بان خذلان العثمانيين وضعفهم و هاج العراق و
تصدّى زعماء الدين إلى قيادة المجاهدين ، كان السيد علي الداماد من أشدهم حماسا
وغيرة فلم يستسغ البقاء في النجف الأشرف و نفر مع نفر إلى سوح الجهاد وميدان
القتال ، وتوزع العلماء على جبهات القتال فكان السيد علي الدماد في جبهة القرنة
العمارة مع شيخ الشريعة الأصفهاني والسيد مصطفى الكاشاني والسيد مهدي الحيدري
والسيد عبد الرزاق الحلو وغيرهم من العلماء ومعهم جموع من المجاهدين والقوات
العسكرية العثمانية .
وكان السيد الحبوبي
والشيخ باقر حيدر وغيرهما في الشعيبة.
والشيخ مهدي الخالصي وولده الشيخ محمد و الشيخ
جعفر الشيخ راضي، و السيد محمد بن السيد محمد كاظم اليزدي والسيد عيسى كمال الدين
وغيرهم في جبهة الحويزة .
وعشرات العلماء الآخرين
من المجاهدين في الجبهات الأخرى الذي قد
ذكروا في كتب الثورة و أشيد ببطولاتهم الخالدة و تضحياتهم النادرة، و مواقفهم
العظيمة المشرفة التي سجلها التاريخ بأحرف
من نور.
وعندما انسحب الجيش
العراقي الى الكوت وعيّن كاظم باشا البكتاشي قائدا له بقي السيد علي الداماد في
الكوت ثلاثة أشهر مع العشائر ثم هبط بغداد هو و الرؤساء الذين كان يخشى عليهم من
الأسر و ظل في الكاظمية حتى هجمت الحكومة على (سلمان باك) فتوجه الى النجف الاشرف
وبعد مدة يسيرة وجهت القوات البريطانية ضربتها الى جهة المنتفك للوقوف الى جانب
عشائرها وعشائر الغراف وظل هناك أحد عشر شهرا حتى سقطت بغداد بيد العدو .
وقد أصيب كغيره من
العلماء المجاهدين والغيارى على الوطن والدين بكبت شديد وضاقت صدورهم بما حل
بالبلاد الإسلامية على يد الكفار فمات السيد الحبوبي كمدا في الناصرية ومرض آخرون
فنقلوا إلى مدنهم فمات منهم من مات وظل رهن العلة وفراش السقم من ظل وعاد السيد
علي الداماد إلى النجف الأشرف و هو بكامل صحته و اتفق أن حلقت طائرة بريطانية فوق
النجف الاشرف لغرض الاستكشاف والاطلاع فما كاد يسمع صوتها ويراها بعينه الا وقد
شهق شهقة كانت فيها ورحه الطاهرة وكان ذلك في /22 صفر سنة /1917م./ أنتهى.
نعم : تأسف آية الله
السيد علي الداماد ومات. ومن كان معه كالسيد الحبوبي وجملة من المجاهدين الأعلام
على ما وصل إليه الحال في العراق وغير العراق. مع عدم تقصيرهم والذود عنه بما عز
عندهم من نفوس وأولاد وأموال. فمات جملة منهم أسفا وكندا ومن عاش منهم عاش رهين
العلة !
أقول: ما بال بعض من
يطل علينا من خلال نوافذه وقنواته ( الجمعة والجماعة والمواقع الكترونية ) وأتباعه
ومقلديه. مع ما وصل إليه حال البلاد والعباد من خراب ودمار وسرقة وانهيار كيف لا
يموت أحد منهم ( أسفا وكمدا ) والى الله تصير الأمور.
0 تعليقات