علي أبو الخير
بقليل من التأمل نجد أن
الرئيس التركي رجب اردوغان يخسر أمام مصر دائما وهو ما يحعله مهووسا تخطى كل الأعراف
الدبلوماسية عندما يتحدث عن الرئيس عبد الفتاح السيسي والأخير لا يرد على حماقاته
استخفافا به.
علي كل حال نرصد هنا
هزائم اردوغان وهي رؤية نراها صائبة وتتفق مع ما كتبه أستاذ محمد الدسوقي شتا وهو
منشور في جريدة اليوم السابع.
أولًا: منتدى غاز المتوسط خطوة كبرى فى مجال الطاقة
بالمنطقة، واختيار مصر كمركز له انتصار كبير للإدارة المصرية التى تستعيد رونقها ومفاتيح
الحركة والحل فى المنطقة كلها، وتكليل لجهود المؤسسات المصرية فى مجال الطاقة
واكتشافات الغاز والبترول فى الفترة الأخيرة، وطبقًا لكل المعلومات والإحصائيات
الواردة فى الدوريات العلمية ومراكز الأبحاث مصر على موعد مع تحقيق الاكتفاء
الذاتى من الغاز، وآن الأوان أن ننطلق كقوة إقليمية ودولية فى هذا المجال.
ثانيًا: إعلان وزراء الطاقة فى 7 دول، من بينها
مصر،، إنشاء المنتدى، على أن يكون مقره العاصمة المصرية، القاهرة. والدول المشاركة
هى: إيطاليا، واليونان، وقبرص، والأردن، وإسرائيل، وفلسطين، على أن تكون العضوية
مفتوحة لمن يرغب بذلك، أى كل ما يروجه الإخوان عن سيطرة تركية هو وهم هدفه تعويض
الفشل.
ثالثًا: مصر كانت من الدول السباقة بالمنطقة فى
إنشاء وتأسيس بنية تحتية لتسييل الغاز، ولذلك يتعامل سوق الطاقة العالمى مع مصر
على أنها مركز لتداول وتسويق وتوزيع الغاز الطبيعى المسال فى منقطة البحر الأبيض
المتوسط، وفى هذا التخصص يوجد فى مصر محطتان فى منطقة الدلتا وتحديدًا فى إدكو
ودمياط، تملك الدولة المصرية فيهما حصصًا بالمشاركة مع شركاء أجانب، بالتفصيل فى
مصنع إدكو تساهم الهيئة المصرية العامة للبترول بنحو %12، والشركة المصرية القابضة
«إيجاس» بنسبة %12، وشركة «شل» بـ%35.5، وشركة بتروناس الماليزية بـ%35.5، ومعها
شركة «إنجى» الفرنسية بحوالى %5، وفى دمياط تملك شركة إسبانية حق الإدارة، مع
شراكة من شركة «إينى» الإيطالية، بينما تملك الشركة المصرية «إيجاس» أسهم تقدر بـ%10،
والهيئة المصرية العامة للبترول «%10».
رابعًا: باختصار مصر أصبحت هى المركز الذى يحتاج
إليه الجميع فى المنطقة فيما يخص مجال الطاقة واكتشافات الغاز تحديدًا، وهى القبلة
التى يحتاجها الجميع لإعادة تصدير الغاز فى صورة غاز مسال إلى أوروبا وآسيا، وهو
ما يعنى نشاطا اقتصاديا جديدا فى مجال الطاقة يجعل مصر دولة محورية فى هذا المجال.
خامسًا: الهجوم التركي بالألسنة الإخوانية سببه الرئيسي
هو خسارة تركيا أمام مصر، تركيا تحديدًا كانت تطمع أن تكون هى مركز الطاقة فى
منطقة الشرق الأوسط أو البحر الأبيض المتوسط تحديدًا، وفشلها فى ذلك وفوز مصر فى
هذه المعركة يعنى خسائر اقتصادية وسياسية للأتراك وانتقاص من حصصهم فى سوق الغاز
ومجالات الطاقة عمومًا، وربما الهستيريا التى أصابت أردوغان منذ ترسيم الحدود
البحرية بين مصر وقبرص واليونان ثم اكتشاف حقل ظهر تفسر لك أطماع أردوغان التى
ضاعت الآن، وينتقم لضياعها باستخدام الإخوان فى الهجوم على مصر وتشويه صورتها
والتشكيك فى الدولة وقدرتها، ويفسر لك أيضا حالة التشنج والرغبة الملحة للدخول
التركى فى المسألة الليبية.
كافة المعطيات
والأوراق المطروحة، بالإضافة إلى إعلان القاهرة الأخير بخصوص الوضع فى ليبيا والذى
حظى بتأييد دولى واسع، كلها أمور تؤكد على أن تركيا وصلت إلى منطقة المتوسط
متأخرة، وخلال الوقت الذى كان فيه أردوغان يمارس عنتريته فى التصريحات والمعارك
داخل الأراضى السورية كانت مصر قد رسمت خرائطها ورتبت أوراقها داخل حوض المتوسط،
ليكون أردوغان على موعد مع هزيمة جديدة وصفعة مصرية جديدة على وجهه التركى المترهل
من تتالى الصفعات وشدتها.
0 تعليقات