علي الأصولي
أورد الشيخ الطوسي كلمة عن الشلمغاني وهو يتحدث عن الصراع على المرجعية
والنيابة الخاصة.
التي تعني الزعامة والرياسة.
فقد اختصر الصراع الطويل العريض
منذ التاريخ القديم لحد كتابة هذه السطور.
ومعلوم من هو الشلمغاني فهو صاحب كتاب - التكليف - والذي لا يخلو منه بيت
شيعي في بدايات ظهور السفراء الأربعة.
باعتباره كتابا ومرجعا فقهيا للشيعة آنذاك.
اختصر القصة بجلسة وجدانية إذ قال - كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش
الكلاب على الجيف - يعني كنا نتصارع ونتحاسد ويسقط بعضنا بعضا أفرادا وحواشي
نتهارش على الزعامة والرياسة والمرجعية الدينية والدنيوية.
وما تجر منها من منافع وأموال وسلطة روحية وكلمة مسموعة وخفق النعل وقداسة.
هذا كله في ذلك الزمان وما جرى في ذلك التاريخ فما بالك بعد انفتاح الدنيا
طولا وعرضا في هذه الإعصار !
وفي قبال هذا التهارش نجد وميض أمل بوجود زهادة وابتعاد عن الشهرة والسطوة
فقد نقل عن أية الله السيد محمد الحسيني الميلاني حكاية عن جده آية الله السيد
محمد هادي الميلاني.
إذ قال: بعد ارتحال المرجع الأعلى السيد أبي الحسن الأصفهاني كنت واردا إلى
حرم الإمام الحسين - ع - وإذا بآية الله السيد حسين القمي وكان المرشح الوحيد
للمرجعية الدينية العليا. حينذاك. واقفا عند الضريح جهة الرأس الشريف، فأشار إلي
بيده أن أتي إليه. وكان هناك أيضا آية الله ميرزا مهدي الشيرازي، فلما جئناه قال
لنا : أنا سوف أدعو وأنتما قولا آمين .
فقلنا : لا بأس ( ونحن لا ندري ماذا يريد السيد أن يطلب في دعائه ) .
فقال ( وعيناه تدمعان ) اللهم إن كان بقبولي منصب الزعامة الدينية يتعسر
حسابي عندك يوم القيامة فلا توفقني لها ، وأسألك أن تأخذني إليك قريبا .
فوقعت والسيد ميرزا مهدي في موقف حرج مع السيد القمي .
فقلنا : آمين ( ونحن في خجل من ذلك ) وبعدها مات بستة أشهر وعرفنا السبب
لعدم قبوله منصب المرجعية الدينية رغم إصرار كبار المجتهدين عليه. أمثال السيد عبد
الهادي الشيرازي والسيد الحكيم والسيد الخوئي ، انتهى...
نعم: القبول بمنصب الزعامة مطلق الزعامة فيها تبعات وحسابات تبعا لقاعدة
الزعيم غارم أو من له الغنم فعليه الغرم كما يعبرون في أبواب فقه المعاملات والى
الله تصير الأمور.
0 تعليقات