آخر الأخبار

منظمات مجتمع مدنى.. الحلقة السادسة الوقف الوطني الأمريكي.. وأذرعه فى مصر!! (6)











إيمان إمبابى

 

 

 

فى مارس عام 2011 أعلن مؤسس حزب الكرامة "حمدين صباحى" نيته الترشح لانتخابات الرئاسة فى مصر.. ودون الخوض فى تفاصيل ليست هى موضوعنا الآن.. وبعدها بعدة أشهر.. وفى إطار السعي الحثيث لمسئولي المعهدين الجمهوري والديمقراطي اللقاء بساسة مصريين.. التقى مدير المعهد الجمهوري فى مصر "صامويل أدمز لحود" الشهير بـ"سام لحود" بحمدين صباحى.. فى مقر حزب الكرامة فى القاهرة..

 

 

حضر اللقاء 25 عضوا من شباب حزب الكرامة.. وحضره أيضا الراحل "عزازى على عزازى" الكاتب الصحفي.. والكاتب الصحفي "ناجى عباس"..

 

 

تمحور اللقاء حول دعم المعهد الجمهوري الدولي للمرشح "حمدين صباحى" فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. ودعم حزبه – الكرامة – عبر تدريب كوادره من الشباب.. وهو ما حدث فيما بعد بسفر الكثير من شباب الحزب للتدريب فى الولايات المتحدة..

 

 

 

يذكر الكاتب الصحفي "ناجى عباس" أنه سأل "سام لحود" عن سبب دعم المعهد للمرشح "صباحي" فأجابه: "نحن نهتم بتدعيم الديمقراطية والحكم الرشيد فى مصر"!!..

 

 

 

بعد انتهاء اللقاء.. اقترح الأستاذ "ناجى عباس" على "حمدين صباحى" التراجع عن فكرة الترشح للرئاسة.. وعقد اتفاق مع الأقرب للفوز ليكون وزير خارجيته فى حال نجاحه فى الانتخابات.. لم يجب "صباحى".. وسارت الأمور كما عشناها.. بانتخابات التعدد التى خاض الإعادة بعدها شفيق – مرسى!!

 

 

 

لم يكن "الكرامة" هو الحزب الوحيد الذى تلقى "دعما" من أحد المعهدين – الجمهوري والديمقراطي – أو كليهما معا.. فقد سبقه "الحزب المصري الديمقراطي".. ولا أدرى حقيقة أيهما تفوق على الآخر فى عدد مبعوثيهم للتدريب فى الولايات المتحدة.. أو تلقى "الدعم" بطرق متنوعة.. ضمن أجندة أحد الحزبين أو كليهما معا!!..

 

 

 

 الأخطر من الحركة المرصودة فى ملف التمويل الأجنبي للأحزاب السياسية المصرية.. المخالف للقانون المصري.. هو الحركة المالية غير المرصودة.. فأحد الأحزاب التى تم تأسيسها فى 2011.. كان يجرى تمويلها ماليا بملايين الدولارات.. تأتى عبر "أعمال" مؤسس الحزب فى السودان.. وبالمناسبة هو أحد رجال المال العابرين للقارات.. تم طرده من الجمعية العمومية للحزب بعد 2013.. تأتى هذه الأموال فى حقائب مع موظفى رجل المال.. المتحركين دائما بين القاهرة والخرطوم.. وطبعا سيرد فى ذهنك سؤال ملح.. كيف تدخل حقائب المال تلك لمصر؟!..

 

 

 

الإجابة دائما فى فساد البعض الذى ييسر أعمال أولئك.. وبما فيها حركة الأموال لداخل مصر وخارجها.. بعيدا عن أعين الدولة.. فرجل المال هذا ليس فاسدا فقد.. بل مفسد أيضا فى محيط أعماله!!

 

 

 

أما "سام لحود" مسئول المعهد الجمهوري فى القاهرة وابن وزير النقل الأمريكي السابق.. فبعد فتح ملف التمويل الأجنبي للمنظمات فى مصر.. وتشكيل لجنة للتحقيق فى الأمر.. هرب لاحقا إلى مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة.. حاملا معه 12 ألف مستند تخص عمل تلك المنظمات.. وتمس الأمن القومي المصري!!

 

 

نعود مرة أخرى للجمعيات والمراكز التى تلقت تمويلا أمريكيا فى تلك الفترة.. والتى تنوعيت بين مراكز وجمعيات وشركات مدنية.. كلها بلا استثناء مخالفة للقانون المصري.. وهنا يبرز اسم "الوقف الوطني للديمقراطية" الذى مول تلك الجمعيات.. تنوعت الأنشطة التى مولها.. فالتركيز على الشباب كان له نصيب الأسد.. حصلت عليه هيئات غير قانونية عدة منها: "المعهد الديمقراطي المصري" الذى أسسه بعض شباب "حركة 6 أبريل".. وحصل على 522 ألف و586 دولا.. حوالى 4 مليون جنيه.. من الوقف وغيره: مؤسسة فريدم هاوس، مبادرة الشراكة الشرق أوسطية.. لتنفيذ مشروع مشاركة الشباب فى العملية السياسية.. وتمويل تأسيس فروع للمعهد فى عدة محافظات!!

 

 

"مركز دار المستقبل للاستشارات القانونية ودراسات حقوق الإنسان" أسسها أيضا بعض شباب "حركة 6 أبريل".. حصل على 262 ألف دولار و200 جنيه.. من نفس الجهات السابقة.. لتنفيذ مشروع تمكين الشباب المدافعين عن حقوق الإنسان ومكافحة الفساد.. "مركز أسرة المستقبل الجديد للدراسات القانونية وحقوق الإنسان" تلقى 21 ألف دولار لتفعيل دور الشباب فى المجتمع.. مؤسسة "نظرات جديدة للتنمية الاجتماعية" تلقت 30 ألف دولار لدعم مهارات الشباب!!

 

 

جمعية "مجتمعنا للتنمية وحقوق الإنسان" تلقت 25 ألف دولار لتنفيذ مشروع تأهيل الشباب للمشاركة فى المجالس المحلية.. جمعية "يللا نشارك" للتنمية المجتمعية تلقت 19 ألف دولار لتنفيذ مشروع دعم مشاركة الشباب فى تطوير محافظة حلوان!

 

 

كما أن القضايا الخاصة بالمرأة والطفل كان لها نصيب فى تلك التمويلات.. فقد حصلت مؤسسة "التحرير الكامل للمرأة والتنمية" تلقت 25 ألف دولار لدعم مشاركة المرأة فى القطاع الخاص..

 

 

 "المركز الإقليمى للأبحاث والاستشارات" تلقى 20 ألف دولار لدعم دور المرأة فى عضوية البرلمان.. "إتحاد تنمية المجتمع والمرأة والطفل والبيئة" تلقى 24 ألف دولار لدعم حرية المرأة وحماية الطفل والبيئة.. "الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات" تلقت 46 ألف دولار لتنفيذ مشروع دعم حقوق المرأة!!

ولم يغفل "الوقف الوطنى للديمقراطية" دور الإعلام وأهميته.. فمول "مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية".. والذى يديره الدكتور "سعد الدين إبراهيم" عراب التمويل الأجنبي.. بمبلغ 75 ألف دولار.. لإقامة ندوات وإصدار مجلة أسبوعية.. وهو بالمناسبة يخالف القانون فى نشاطه الممتد لسنوات طويل.. فهو شركة مدنية خاصة وليس منظمة مجتمع مدنى.. غض نظام مبارك الطرف عنه..

 

 

 

وكذلك "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" التى تلقت مبلغ 50 ألف دولار.. لتمويل نشر الديمقراطية عبر الإنترنت.. الشبكة مؤسسة كشركة مدنية خاصة وهى عبارة عن موقع إلكتروني.. وصاحبها المسمى "ناشط حقوقى" جمال عيد.. "مركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان" تلقى 25 ألف دولار لرفع كفاءة الإعلام المحلى.. مؤسسة "بكرة للإنتاج الإعلامي والدراسات الإعلامية وحقوق الإنسان" تلقت 25 ألف دولار لدعم الإعلام فى تغطية الأحداث الجارية.. "الأكاديمية الديمقراطية المصرية" تلقت 61 ألف دولار لتأهيل التواصل فى الفن والإعلام!! "إتحاد التنمية البشرية" تلقى 20 ألف دولار لدعم شباب المحامين والصحفيين والنشطاء فى الدقهلية!!.. "مركز رؤية للتنمية ودراسات الإعلام" تلقى 24 ألف دولار لرفع كفاءة الانتخابات الصحفية!!

 

 

 

أما العنوان الرئيسى "حقوق الإنسان" الذى يمنح على أساسه التمويل.. فقد حصلت عليه فى أنشطة متنوعة كيانات: "مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف" تلقى 50 ألف دولار.. لتنفيذ مشروع استضافة النشطاء العرب لتدريبهم على التحول الديمقراطى.. صاحبه "أحمد سميح" هارب فى الخارج..

 

 

 "المجموعة المتحدة محامون ومستشارون" حصلت على 820 ألف دولار.

 

 

"المكتب العربى للقانون" تلقى مبلغ 250 ألف دولار.. لدعم منظمات المجتمع المدنى وتعزيز الشفافية.. "المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدنى وحقوق الإنسان" تلقت 37 ألف دولار لتنفيذ مشروع لمؤسسات الدولة الجديدة وجعلها مؤسسات حرة!!.. "إتحاد المحامين النسائى" تلقى 24 ألف دولار لتأهيل المحاميات لمراكز القيادة فى نقابة المحامين.. "مركز السلام والتنمية البشرية" تلقى 44 ألف دولار لدعم الكوادر البشرية فى البرلمان المصرى.. "المركز المصرى لحقوق التعليم" تلقى 61 ألف دولار لدعم نقابة المعلمين المستقلين تمهيدا لإنشاء اتحاد ديمقراطى يضمهم.. وأيضا المشاركة فى البرلمان المصرى!!.. "مركز حقوق الناس" تلقى 70 ألف دولار لتوعية المواطن بالحقوق والواجبات.. مؤسسة "محامو العدل والسلام" تلقت 34 ألف دولار لمشروع التواصل بين المواطن والمسئولين المحليين.. "إتحاد السياسة من أجل مجتمع مفتوح" تلقى 59 ألف دولار دعم مراكز السياسة المصرية التى تؤثر فى إحلال الديمقراطية.. "إتحاد التنمية الريفية" تلقى 30 ألف دولار لتأسيس مجالس محلية للتنمية الريفية!!.. "معهد السلام للعدل والسلام" تلقى 50 ألف دولار.. لتغيير الخطاب الدينى ونشر التسامح!!.. "المركز التكنولوجى لحقوق الإنسان" تلقى 22 ألف دولار لدعم ثقافة حقوق الإنسان!!.. "مركز الشفافية للتدريب التنموى والدراسات التنموية" تلقى 9 آلاف دولار لدعم خطط التنمية فى الريف!!

 

 

 

يضاف لكل الكيانات غير القانونية السابقة.. منظمات مجتمع مدنى شرعية.. مؤسسة وفق القانون المصرى منها: مؤسسة "فارس للرعاية الاجتماعية" فى المنصورة.. تلقت 25 ألف دولار لتنفيذ مشروع نشر الديمقراطية فى أوساط النشطاء فى محافظة الدقهلية..

 

 

 

 جمعية "نظرة للدراسات النسوية" تلقت 24 ألف دولار لتنفيذ مشروع المساواة بين الجنسين فى المجال السياسى.. "المجلس العربى لدعم المحاكمات العادلة وحقوق الإنسان" تلقت 25 ألف دولار لتنفيذ برنامج دعم حقوق المعتقلين.. جمعية "التواصل" للتنمية والحوار تلقت 25 ألف دولار لمشروع إنتاج أفلام قصيرة ونشر الإعلام الجديد.. "مركز أولاد الأرض لحقوق الإنسان" تلقت 26 ألف دولار لمشروع حصول الطبقة العاملة على حقوقها..

 

 "المنظمة المصرية لحقوق الانسان".. تلقت 300 ألف دولار..

 

 

جمعية "التنمية الإنسانية" بالمنصورة.. تلقت 20 ألف دولار لتنفيذ مشروع حول المواطنة.. مؤسسة "عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى" تلقت 55 ألف دولار.. لتنفيذ مشروع تطوير المشاركة المجتمعية.. وطبعا غير خافى على القارىء.. النشاط الجغرافي لكل تلك الجمعيات.. التى تجوب مصر عرضا وطولا!!

 

 

 

"الوقف الوطني للديمقراطية" NED, هى مؤسسة غير حكومية تصف نفسها بأنها: "منظمة تعطى المنح المالية, تتعاون مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري معا.. تقدم المساعدة والمساندة للمؤسسات الديمقراطية حول العالم".. تأسست عام 1982, بدعم من "رونالد ريجان" لنشر القيم الأمريكية ودعم مصالحها فى الخارج..

 

 

وتعويضا عن الفترة التى فرض فيها "جيمى كارتر" تضييقا علي عمل تلك المنظمات التى دعمتها المخابرات الأمريكية فى منتصف السبعينات.. خطورة هذا الوقف فى انتشاره واتساع الرقعة التى يمارس فيها عمله فى العالم.. والتى لا تقارن بالمعهدين الديمقراطى والجمهورى.. ولأنه كان يمول أحيانا عمليات وأنشطة هذين المعهدين بالشرق الأوسط.. فى شبكة ضخمة عابرة للحدود..

 

 

يصدر الوقف مجلة فصيلة عنوانها "جريدة الديمقراطية".. تقدم الدعم للعديد من النشرات والمجلات المشابهة حول العالم لاسيما المنطقة العربية.. ينشر الوقف برامجه للتمويل والمنح عبر موقعه الإلكتروني باستمرار.. ولكن بعد ما أسموه بـ"أزمة التمويل الأجنبى فى مصر".. وتشكيل لجنة تقصى حقائق.. رفع كل مبالغ التمويل للمنظمات المصرية من موقعه.. وامتنع عن تقديم أى معلومات للجهات المختصة حول تلك المبالغ.. ثم عاد ونشر أن التمويل فى النصف الأول من عام 2012 هو مبلغ 2 مليون دولار فقط!!.. تمويلات الوقف لم تنحصر فى نشاطات الديمقراطية وحقوق الإنسان.. بل تجاوزتها للعمل على قضايا العمال والنقابات المهنية والعمالية!!

 

 

 

ميزانية تمويل الوقف تأتى من قبل "الكونجرس الأمريكى" واعتماده عام 2011 بلغ 118 مليون دولار.. مؤسسه هو "ألين وينشتاين"‏ وهو دبلوماسى أمريكى، عمل سابقا فى "المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية".. توفى عام 2015.. رأس الوقف فى 2011 "كارل جريشمان".. بدأ الوقف عمله فى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2004...يقدم التمويل بنفسه مباشرة أو عبر شبكة واسعة من المنظمات الأمريكية تتجاوز المعهدين الجمهورى والديمقراطى منها: "المركز الأمريكى للتضامن العمالى".. واسمه يشى بطبيعة نشاطه.. وهو ذات المركز الذى قدم دعما وتمويلا كبيرا للنقابات المهنية والعمالية العراقية.. التى فتت تلك الكتلة الكبيرة والذى أشرنا له فى حلقة سابقة.. وكان سببا فى تدمير بنية الإعلام والاتحادات العمالية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003..

 

 

كما يقدم الوقف تمويل لـ"المركز العالمى للأعمال الخاصة".. بالتعاون مع "الغرفة التجارية الأمريكية" و"المعهد الأمريكى لتطوير العمل الحر".. وهى شبكة تجعل الوقف متغللا فى الأمور الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والنقابية والإعلامية فى مصر.. وعلى مدار عشر سنوات كون الوقف شبكة علاقات واسعة قبل 25 يناير 2011.. وأسس لقاعدة عريضة فى الاقتصاد المصرى.. لا سيما مع رجال مال أعمالهم عابرة للحدود الوطنية للدولة المصرية!!..

 

 منظمات مجتمع مدنى.. الحلقة الخامسة (من الصعيد إلى سيناء) .. رايح جاى (5)


 يتبع


إرسال تعليق

0 تعليقات