محمد كاظم خضير
أيها الجندي صاحب البذلة البيضاء تقدم بخطى حثيثة ثابتة فأنت فخرنا وأملنا فأنت
من يبيت سهرانا فى الخطوط الأمامية فى حين تفرج آخرون كان يفترض أن يكونوا ممن هم
فى ركب المساهمين في الحملة ضد هذا الوباء 'تقدم أيها الطبيب أيها الممرض أيها الأخصائي
أيتها القابلة فمن لها إذا تقاعستم ؟الفناكم تضمدون الجراح وترسمون البسمة على
وجوه المرضى حتى تختفى معالم الحزن والكآبة ٠
أن من يشكك في قدرة منظومتنا الصحية وكفاءاتنا الوطنية يجب أن يعي إننا سنقف
له بالمرصاد فاي جهد ادخر هؤلاء؟ أليسوا هم من كانوا أول المتصدين لهذا الوباء
يسهرون الليل لاينامون ويظلون طول النهار يقظين لايقيلون يتحملون لفح الحر وزمهرير
الليل يترصدون عدوا خفيا شرسا لايبقى ولايذر اعجز أقوى واعتى المنظومات الصحية فى
العالم 'كيف نتهم طواقمنا الصحية وحكومتنا بعدم الجدية والتلاعب بالفحوصات ٠
أليست الحكومة هى من اتخذ إجراءات حازمة فى بداية ظهور الوباء من أجل الحد
من انتشاره ففرضت الحظر وأغلقت الحدود ومنعت التنقل بين محافظات الوطن 'الم يكن الأطباء
أول من تصدى لهذا الوباء فكانت الإصابات من ضمنها من يعملون فى قطاع الصحة أليس
ذلك دليل على أنهم لم يقصروا ولم يتوانوا عن تلبية نداء الوطن٠
صبرا أيها الطبيب تقدم وسر كما كنت جندى عز بيدك العقاقير الطبية لاتبالى
بمضيرك هدفك أن تنقذ المريض وتكتب صفحة خالدة فى تاريخ بلدك 'فاي عار فيك وأي
انتقاد يلحق بك ؟فهل يستطيع المتقولون حجب أشعة الشمس ؟
ليس من المعقول أن نكر فضل هؤلاء، فكم أنقذوا مريضا بقدرة الله وبفضل
خدماتهم ٠
أيها المنتقد اعلم أن هذا الوباء لم تستطع اقوى المنظومات الصحية الوقوف فى
وجهه االاسوية والاروبية والأمريكية وغيرها فكيف تطلب منا نحن فى موريتانيا
احتواءه ليس علينا الا الصبر والاستماتة فى المقاومة وحري بالجميع أن تتضافر جهوده
وان يتوحد من أجل مجابهة هذه المحنة فليس الوقت وقت الشحناء والتشكيك وإنما وقت رص
الصفوف ٠
فأي الأوطان ستؤويننا إذا لم تحافظ على وطننا وسعينا فى بنائه واعترفنا
بالجميل لكل أبنائه المخلصين٠
'لايخلو اي عمل من النواقص لكن ليس الى حد القول بأن كل ماهو موجود محض كذب
وهراء 'وقد شهدت المنظمات الدولية العاملة في مجال الصحة بكفاءة كوادرنا الطبية
ومختبراتنا 'السنا ولله الحمد اقل دول المنطقة تضررا من الوباء إلى حد الساعة 'صحيح
أن الوضع يتطلب مزيد اليقظة والاستعداد 'وعلى طواقمنا الصحية وحكومتنا الاستعداد
لما هو أسوأ لاقدر الله ولكن ماالذى يجب علينا نحن اتجاه حكومتنا سوى أن نلتزم بالإجراءات
ونساهم فى التوعية والتحسيس عل ذلك يعضد من مجهود الحكومة ووزارة الصحة حتى نستطيع
تخطى هذه اللحظة الحرجة ٠
أن الواجب الشرعي والوطنى والاخلاقى يفرض علينا أن تمد يد العون لاطبائنا
وحكومتنا وتثمين كل الخطوات المتبعة من أجل محاصرة الوباء'لكن لايمنعنا ذلك
بالمطالبة بالمزيد ويكفى دليلا على جهود الحكومة أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي
يتابع عن كثب كل المستجدات فهل علينا أن نغير القدر ليس علينا الا السعي والصبر
لكن ليس بالضرورة ان يمنع ذلك انتشار المرض فكم سعى المرء لأشياء لكن قد يعجز عن
تحصيلها 'فمن المسلم به أن الإجراءات المتخذة قد ساهمت الى حد كبير فى محاصرة
الوباء فكيف يمكن أن نتصور الوضع لو لم تتخذ هذه الإجراءات وهل ستكون الأرقام على
ماهي عليه اليوم لو تركتنا البلد مفتوحا أمام كل وافد يجوب البلاد ذهابا وايابا ٠
اعتقد أنه من الإنصاف أن نعذر حكومتنا فى الكثير وأطقمنا الصحية فالأمريكيون
والاروبيون والايطاليون وغيرهم وقفوا عاجزين وهم من هم فى التقدم وقد حصد الوباء
منهم آلاف الأرواح فكيف بأمة استقلت منذو 1960م
أن الوازع الديني يفرض علينا عدم التشكيك وعدم بث الرعب فى صفوف المواطنين
فالواجب يملى الصبر والتاني والتضرع الى الله فهو وحده القادر على دفعة السوء وإذهاب
الحزن٠
على المرء أن يسع
ويبذل الجهد
ولايلام المرء فى
مبلغ الجهد
0 تعليقات