آخر الأخبار

هل أمريكا الراعية للحضارة ؟!





 

 

الشيخ /عبد الهادي الزيدى

 

يتابع الجميع ما يحصل هذه الأيام في الولايات المتحدة الأمريكية من اضطرابات وأعمال شغب لم تفرق بين الأملاك الخاصة والعامة، مع إننا نتمنى لكل الشعوب الحرية الحقيقية والتخلص من نير العبودية إلا أن ثم أمور لا يمكن تخطيها دون الإشارة إليها منها:

 

 

أولا: بعد أن رأى العالم اجمع ما تناقلته وسائل الإعلام من نهب وسلب وسرقة المحال التجارية سيطلقون على المجتمع الأمريكي لفظة علي بابا؟ أي أنهم سراق؟ كما فعلوا ذلك مع الشعب العراقي علما أن العراقيين لم يتعدوا على الممتلكات الخاصة بل إن بعضها أسهم الشعب بحمايتها من الآخرين، نعم حصل تعدي على الممتلكات العامة إلا أنهم اعتقدوا أنها ممتلكاتهم وان الطاغية سلبها منهم، ومع ذلك عرض الأعلام الشعب العراقي بصورة بشعة وصوروه انه شعب لص، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن معظم هذه الممتلكات أعيدت إلى أماكنها بعد أن وصلت نصائح علماء الدين للناس، حتى من لم يمتثل لأوامر مراجع الدين وأعاد الممتلكات فان المجتمع نبذه وحاربه اجتماعيا.

 

 

 

 أما ما يحصل الآن في الولايات المتحدة أبشع بكثير مما حصل في العراق فالنهب والسلب والتخريب قد طال الأملاك الخاصة وفي وقت قياسي.

 

ثانيا: أن ما حصل في العراق بعد سقوط النظام لم يكن هناك أي مظهر من مظاهر الدولة فقد انهارت الدولة تماما، فليس هناك شرطيا أو عنصرا امنيا أو من الجيش أو موظف حكومي ومع ذلك استمرت الحياة والناس أمنون في بيوتهم ما عدا من كان مطلوبا أو من أزلام النظام السابق، فالمحال التجارية والأملاك الخاصة أمنة ولا يمكن لأحد التعدي عليها.

 

 

بينما تدعي الحكومة الأمريكية بأنها اقوي دولة وهي من تدعي تصدير الأمن إلى البلدان الأخرى ولديها مئات الآلاف من العناصر الأمنية وأجهزة أمنية متعددة وهي مجهزة بأحدث الأجهزة ولم تتمكن من الحفاظ على امن المجتمع وممتلكاتهم، رأيت صورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لرجل وزوجته وابنه الذي لا يتجاوز الثمانية أعوام كلهم يحملون السلاح ليحموا أنفسهم. فكم هو الفرق بين الشعب العراقي والشعب الأمريكي؟ أما في العراق على الرغم من استمرار التظاهرات لأشهر إلا أننا لم نر اعتداءات على الأملاك الخاصة إلا فيما يتعلق ببعض ممتلكات السياسيين والأحزاب.

 

 

 

بينما نجحت زيارة الأربعين في العراق وقد تزامنت تقريبا مع إسقاط النظام ولم يقع أي حادث امني للزائرين على الرغم من الأعداد الهائلة الذين احيوا هذه الزيارة وبطبيعة الحال فان حدث مثل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في الأربعينية يحتاج لآلاف العناصر الأمنية وخطة أمنية وتصرف ملايين الدولارات لإنجاحها إلا أن الشعب العراقي نجح في إتمام الزيارة مع انعدام أي مقوم من مقومات النجاح.

 

 

ثالثا: ضرب الشعب العراقي أروع الأمثلة في القضايا الإنسانية وانه أهل للإنسانية حينما انتشر وباء كورونا رأينا التكافل الاجتماعي بأبهى صورته فالمواد الغذائية تصل إلى بيوت المحتاجين، ولم يرتفع السوق بخاصة المواد الغذائية.

 

 

فالشعب العراقي جسد الحضارة العريقة التي أودعت فيه واثبت للعالم انه أهلا لها، أما من يدعي الحرية والإنسانية وأنها من الشعوب المتحضرة فثبت أنها كذبة كبرى، فهل ستبقى الشعوب العربية وغيرها تنتظر من الولايات المتحدة ان تسوق لهم الحرية والديمقراطية والإنسانية؟؟ 

 

 

والرسالة الأهم لمن خدع بالبهرجة الأمريكية واعتقد أنها الراعية للحريات والإنسانية فها هي القلعة الرملية تتلاشى أمام أنظار الجميع، فهذا التمييز العنصري والقتل والاضطهاد والقسوة بالتعامل يشير الى كذب مدعياتهم التي صدعوا رؤوس المجتمعات بها.


إرسال تعليق

0 تعليقات