آخر الأخبار

متي تنتهي جائحة COVID-19








 

 

 

 

د.محمد إبراهيم بسيوني

 

 

سيستمر وباء Covid-19 في المزيد من الانتشار والإصابات والوفيات في موجات ارتفاع وانخفاض إلى أن يصل العلماء لدواء فعال حاسم أو مصل أو لقاح فعال ضد الڤيروس.

 

 

منذ تفشي فيروس كورونا COVID-2 المستجد في العالم، متحولًا إلى جائحة COVID-19 تهدد سكان العالم كله، اثر ذلك بالسلب على أداء كل بورصات العالم وبالتالي مزيد من الخسائر وفقدان استثمارات وفرص عمل ومزيدا من البطالة. منذ ذلك الحين يترقب المواطنون ومن قبلهم الحكومات الوصول إلى حل حاسم يطمئن البشر في مواجهة عدوهم الفيروسي الجديد.

 

 

 

الأخبار القادمة من العلماء في مختلف الجامعات وشركات الأدوية والمعامل البحثية من شرق إلى غرب العالم متضاربة، البعض يتحدث عن لقاح لا يمكن اعتماده قبل عام على الأقل، والبعض الآخر قال إن هناك أدوية واعدة في مكافحة المرض، فيما لمحت فئة ثالثة إلى الأمصال.

 

 

لفهم هذا كله ينبغي علينا أولًا معرفة مفهوم كل من الدواء والمصل واللقاح، ومعرفة كيف يعمل كل منها وأيها أهم في مكافحة الأمراض، لا سيما الوبائية منها.

 

 

 

أولا الدواء هو مركب كيميائي يمكن استخدامه أو إعطاؤه للإنسان للمساعدة في علاج أو التخفيف من حدة مرض أو الحالات غير الطبيعية الأخرى.

 

 

وتعرف إدارة الغذاء والدواء الأميركية “الدواء” بأنه المادة أو الوصفات المستخدمة في التشخيص والعلاج والوقاية من أمراض البشر والحيوانات عن طريق التأثير على وظائف الجسم.

 

 

تطوير العلاج يأخذ عدة مراحل قد تستغرق وقتًا طويلًا، وتبدأ من الأبحاث اللازمة لدراسة مسببات المرض والأعراض الناتجة عن الإصابة به، ثم اختبار المواد الكيميائية التي يمكنها معالجة المرض.

 

 

 

المرحلة التالية هي اختبار الدواء على الحيوانات، وإذا كانت هذه التجارب لم تظهر أضرار نتيجة استخدام الدواء، ثم تتقدم الشركة أو المعمل إلى الهيئة المختصة بطلب للموافقة على بدء التجارب البشرية.

 

 

 

تنقسم التجارب البشرية إلى عدة مراحل أيضًا، في كل مرحلة يتم الاستعانة بمجموعة أكبر من المتطوعين لقياس فعالية الدواء ومعرفة الآثار الجانبية. ينتهي الأمر بطلب اعتماد الدواء وبدء توزيعه.

 

 

 

بالنسبة للأدوية التي يميل بعض الأطباء لاستخدامها لمكافحة “كوفيد 19″، فإنها أدوية مرخص لها من قبل لكن غير مخصصة في الأساس للقضاء على فيروس كورونا المستجد، وإنما أظهرت فعالية جزئية في مكافحته.

 

 

 

وباختصار، أظهرت هذه الأدوية نجاح جزئي في مداواة بعض الأعراض الناتجة عن الإصابة بالفيروس ما يخفف عن المرضى قليلًا، ويحميهم من تدهور حالتهم الصحية، لكنه أدوية غير معتمدة بشكل نهائي في علاج COVID-19 وربما يكون لها آثار غير مفهومة حتى الآن على البشر.

 

 

 

ثانيا المصل هو عبارة عن أجسام مضادة لمرض معين، يتم تحضيرها بالاستخلاص من الإنسان أو الحيوان الذي تكونت لديهم لحين الحاجة إليها.

 

 

الأمصال تستخدم بغرض علاجي، أو لتحقيق وقاية سريعة لكن لفترة قصيرة من أيام لأسابيع. المصل هو أحد مشتقات الدم، البلازما، التي تحتوي الأجسام المضادة.

 

 

الاستخدام السريع ربما يمنح المصل أفضلية على اللقاح الذي يستغرق وقتًا في تشكيل أجسام مضادة ودافع للجسم ضد المرض، وأيضًا قد يعني ذلك أنها أفضل من الدواء لأنها تخلق مضادات ضد مرض معين تغني الجسم عن طلب الدواء في بعض الحالات.

 

 

لكنها تدوم لفترة قصيرة لذلك فإنها لن تكون فعالة في احتواء الأمراض، خاصة تلك الوبائية التي تتفشى على نطاق واسع وتهدد الكثيرين من البشر، وهنا يأتي اللقاح كحل أكثر فعالية.

 

 

تجدر الإشارة إلى أن المصل يستخدم كحل علاجي، بمعنى أن يقوم بدور أشبه للدواء، ويمنح للمريض المصاب بالفعل، ولا تعد حلًا وقائيًا مثل اللقاح الذي يشكل منظومة دفاعية استباقية لمواجهة الخطر المحتمل.

 

 

 

 

ثالثا اللقاح تحتوي اللقاحات على نفس الجراثيم المسببة للمرض المراد مكافحة انتشاره (على سبيل المثال، يحتوي لقاح الحصبة على فيروس الحصبة)، لكن يتم معالجته معمليًا لإضعافه لدرجة لا تصيب الشخص الذي يحصل عليه بالمرض.

 

 

يحفز اللقاح الجهاز المناعي للإنسان، بما يمكنه من إنتاج أجسام مضادة، تمامًا كما لو أنه أصيب بالمرض سابقًا لكن دون معاناة من الأعراض القاسية. هذا يجعل اللقاحات الحل الأقوى لمكافحة الأمراض، على عكس معظم الأدوية التي تعالج الجسم من المرض وأعراض، فإن اللقاحات تمنع الإصابة من الأساس.

 

 

لذلك يعد اللقاح أحد أكثر الطرق فعالية للوقاية من الأمراض، حيث يساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على مسببات الأمراض مثل الفيروسات أو البكتيريا ومكافحتها، مما يحافظ على سلامة الإنسان من الأمراض.

 

 

اللقاح قد يستغرق من 10 إلى 15 يوم كي يحفز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة، وهو ما يعرف في عالم المناعة بالفعل البطيء، لكن المكسب الأهم أن الأجسام المنتجة تظل قائمة لفترة طويلة؛ بعضها يظل لعام أو ثلاثة أعوام وحتى طوال العمر، وبالتالي فإن المصل لا يغني عن اللقاح.

 

 

 

تحمي اللقاحات حاليًا ضد أكثر من 25 مرضًا موهنًا أو مهددًا للحياة، بما في ذلك الحصبة وشلل الأطفال والكزاز والدفتيريا والتهاب السحايا والأنفلونزا والكزاز والتيفوئيد وسرطان عنق الرحم.

 

 

 

هذا لا يعني بالضرورة أن تكون اللقاحات هي العصا السحرية أو الحل الوحيد لمكافحة جائحة كورونا، لكن لكل شيء استخدام، فحتى يتم إنتاج اللقاح الخاص بهذا الفيروس، قد يكون من المجدي استخدام بعض الأدوية أخرى في التخفيف من آثار الإصابة به.

 

 

وكذلك حال تم تطوير دواء أو مصل جديد قبل التوصل إلى لقاح (ثلاثتهم يحتاج إلى وقت للتطوير ويمر تقريبًا بنفس المراحل المشار إليها في الأعلى)، سيساهم ذلك كثير في التخفيف عن المرضى واحتواء الوباء، لكن يظل رهان العلماء في إنهاء الأزمة الحالية مرتبطًا بتطوير اللقاح.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات