علي الأصولي
ذكرت في مقالات سابقة
أن المطالعة عندي تساوي الحضور وأن كانت ليست بالقاعدة الثابتة ولكن أجدها تنطبق
بالصحة على بعض الأفراد ومنهم صاحب الصفحة.
مع أني ولله الحمد لم
اخضع بالدرس لأي فقيه معاصر بنحو مباشر سوى الإطلاع على آرائهم من خلال الكثير من
المقروء والقليل من المسموع إلا أني أجد أني فهمت مطالب أساتذتهم وإذا افترضت
الحضور عند أحد ما ، فهو حضور القرين لا حضور التلمذة.
وبما أن كل دعوى
تحتاج إلى إثباتات فلا يسعني إلا عرض ما أنتجته خلال السنوات المنصرمة أمام كبارهم
وفضلائهم.
ويحسن بنا نقل قصة
العالم المحقق في المقام لكونها تصلح وما نحن فيه كون القصة التي ذكرتها أعلاه
قريبة لهذه القصة التي سوف تسمعون بها.
الكثير منكم سمع عن
الفقيه الشوشتري الشيخ محمد تقي المحقق والناقد المتوفّى سنة: ( 1415هـ ) قد قضى
معظم حياته في مدينة شوشتر الإيرانيّة، ولم يدرس عند أحدٍ من معاصريه من أساتذة
الحوزة المعروفين والمشهورين في النّجف وقم أصلاً، بل تعلّم بعض المقدّمات على يد
بعض الأساتذة العادّيين جدّاً، وانصرف إلى عزلة بحثيّة عميقة جعلت منه محقّقاً
كبيراً وناقداً جريئاً للغلوّ والأساطير في الموروث الرّوائي رغم كونه من أحفاد
المرحوم جعفر الشّوشتري صاحب "الخصائض الحسينية".
تمكّن الرجل أن يكتب
تراثاً رجاليّاً كبيراً وعميقاً باعتراف عموم الفقهاء والرّجاليّين الإثني عشريّة
المعاصرين دون أن يدرس في أروقتها ويجلس تحت منابر فقهائها.
بينما هنا من يخصّص
ملايين الدّنانير والتّومانات الشّهريّة لعشرات الآلاف من الطّلاب سنويّاً ولا
تخرّج محقّقين كبار بقامة المرحوم الشّوشتري إلّا نادراً جدّاً وأغلب ذلك بجهود
شخصيّة. انتهى النقل.
نعم: اعرف العشرات من
حضار كبار الأساتذة وقد قضوا سنين طوال تحت منابرهم ولكن واقعهم العلمي في الجملة
مخز ، بل استطيع أن أقول إن واقع منابر أساتيذهم لا تقل خزيا علميا عن طلبتهم والى
الله تصير الأمور.
0 تعليقات