عبدالملك سام
لأسباب يطول شرحها ،
هذه الأيام أجد أني كلما حاولت كتابة مقال اتجهت دون قصد للكتابة عن الإعلاميين
المرتزقة ! عندها أتذكر كلام الممثل المصري (سعيد صالح) في مسرحية (العيال كبرت) عندما
لم يجد سببا لضرب أحدهم سوى أن قفاه كبير ! فكلما حاول ضربه في أي مكان آخر وجد
يده تتجه نحو قفاه !! وهؤلاء فعلا قفاهم كبير ويغري بالضرب ..
أقسم لكم أنني حاولت
كثيرا تجاهلهم ، ومرات حاولت أن أقرأ مقالاتهم وأنا محافظ على هدوئي دون جدوى ! فمقالاتهم
اختزلت كل أنواع الكذب والسخف والكلام البذيء وطبعا رشة من التفاهة ، وهي كما ترون
وصفة لا يمكن أن تجدها مجتمعة إلا في مقالات المرتزقة اليمنيين للأسف ، وهذا يرجع
لأنهم عندما تجردوا من انتمائهم وأخلاقهم وأعمى الحقد بصيرتهم تحولوا إلى هذه
الكائنات السمجة ..
هناك صفة كنت أحب أن
أستفسر منهم عن كيفية اكتسابهم لها ، وللأسف لم أجد من يدلني على رقم احدهم لأسأله
.. هذه الصفة هي خليط من ثقل الدم والغلاسة والفضاضة وأنعدام الشعور .. وهو خليط
عجيب كما لاحظتم ، فكم مرة يردد هؤلاء كذبة ما لفترة ؟! والغريب أن كذبتهم تنفضح
بعد مدة ، والأغرب أن هؤلاء ليسو ككل البشر فيشعرون بالخجل وتحمر وجوههم ! بل على
العكس تماما ، فهم يعودون للكتابة مرة أخرى في كذبة أخرى دون أن تهتز لهم شعرة ! وإن
حصل ودار نقاش عن كذبتهم المفضوحة في موقف أو مناسبة تراهم يتجاهلونك تماما ، بل
وقد يدهشك بعضهم بالصمت بينما الكاميرا مسلطة عليه وكأنه كائن ميت !
أنا عرفت بعض هؤلاء
سابقا ، وكم حصلت مواقف جمعتني ببعض الأبواق القديمة والذين طالما سبوا وشتموا من
خالفهم الرأي بأقذع الألفاظ ، والعجيب أنني لما قابلتهم بعد أن (تابوا ولم يصلحوا)
وجدتهم رابطي الجأش ويتحدثون بثقة عجيبة عن الثورة والمسيرة والوطنية وبطريقة
تشعرك أنهم رضعوا الوطنية منذ نعومة أظفارهم ! وحتى شعرت أنا بالخجل من نفسي لأني أسأت
الظن بهؤلاء الرجال المحترمين !!
ما أخاف منه أحيانا
هو أن أرى نفسي يوما في لقاء أولئك الذين يقبعون في القاهرة والرياض اليوم وجها
لوجه في صنعاء ، ففي ظل روح التسامح اللا معقولة التي تنتهجها قيادتنا الحكيمة
فهذا أمر وارد .. لكني - للأسف - لا اتمتع بهذه الروح الرياضية التي يتحلى بها
البعض ؛ فمنذا منا سيستطيع أن يمحو من ذاكرته سنوات من الكذب والإشاعات والقذف
والسب والأباطيل ؟! أكاذيب غررت بالكثيرين ليندفعوا بعدها لخيانة الوطن ومات العديد
منهم .. حتى الله - سبحانه وتعالى - لم يسامح فرعون عندما أمن وهو يغرق !
أنا لا أحرض أحدا على
هؤلاء الشياطين ، ولكني أتساءل كمواطن يمني عانى من نفاق هؤلاء لسنوات مريرة ،
وكنت أريد أن أعرف ماهي حدود الخيانة "المعقولة" التي يمكن لنا أن نغض
الطرف عنها ؟! ومن الذي سيحاسب هؤلاء الذين لم يسفكوا الدماء بالبنادق ، بل
بأقلامهم ؟! هم متعمدون وشركاء في كل جرائم العدوان ، هم خونة ومحرضون وأنجاس ،
ومن حقي كمتضرر من هؤلاء أن أسأل عما ينتظر هؤلاء المجرمين ، فكل صحفي أو كاتب أو إعلامي
في جبهتنا الإعلامية الوطنية بدأ عمله في صف الحق وهو مستعد لدفع ثمن موقفه حتى لو
كان رأسه هو الثمن لموقفه هذا ، فلماذا لا يصدر قرار بحق هؤلاء لموقفهم المخزي
والخياني ؟! خاصة والجميع قد وصلهم جزء من شرهم ، حتى وإن أصبحوا كروت محروقة ؟!
0 تعليقات