آخر الأخبار

إشراقه فلسفية : ماهية الله !




 

 

علي الأصولي

 

 

الماهية لفظ اصطلاحي له حضور في الأبحاث الفلسفية والمنطقية. وهذا الاصطلاح يطلق على الإجابة التي تبدأ - بما هو - أي يسأل عن ماهيته. وكذا يطلق باصطلاح خاص بحدود ذلك الوجود.

 

 

بتقريب: إذا تسأل ما هو الإنسان. فيأتي الجواب. بأنه حيوان ناطق. كما يعبرون منطقيا. وهنا تجد أن الحيوانية هي الحد المشترك بين الإنسان والفرس مثلا. وهو ما يصطلح عليه عندهم بالجنس. والناطقية بالنسبة للإنسان هو الحد المختص الذي يمتاز به الإنسان ويسمى عند أرباب المناطقة بالفصل.

 

 

فالجواب عن سؤال ماهو، هو جواب بحدود ذلك الموجود الذي هو الإنسان.

 

 

ولذا صنف هذا الجواب عند أهل المنطق. التعريف بالحد التام. لأنه عرف بالجنس والفصل القريبين.

 

 

ولذا قالوا : الشيء يعرف بحدوده. والتعريف الحدودي. على جواب ماهو يسمى ماهية بالمعنى الخاص.

 

 

نعم: أن صادف بعض الموجودات التي لا جنس لها ولا فصل لا يمكن أن تعرف بالحد التام.

 

 

فتكون الإجابة وهذا الفرض. بما يتحقق به ذلك الموجود أو قل ما يتحقق به الوجود. وعليه تكون الماهية موسعة وتلحظ بالمعنى الأعم.

 

 

وما أريد بيانه وهذا المقدمة التعريفية. هو لما كان الله تعالى. وجود مطلق لا متناه أو قل غير متناه كما هو ثابت في محله. وكونه مطلق وغير متناه يعني لا حد له أي لا ماهية له بالمعنى الأخص. إذ أن الماهية الاخصية تلازم الحدية. والحدية تلازم الإمكان. فتكون النتيجة أن الماهية بالمعنى الأخص تلازم الممكن. وهي منتفيه عن الله تعالى واجب الوجود المطلق اللا متناه.

 

 

وعدم ماهية الله بالمعنى الأخص لا تعني عدم القول بوجود ماهية لله بالمعنى الأعم. وما يقع في جواب ما هو . وما يتحقق به ذلك الوجود.

 

وأن كانت هذه الماهية غير معلومة لنا بعد أن نلتفت إلى - يا من لا يعلم ما هو إلا هو - الدالة على وجود الماهية غاية ما يمكن أن يقال: لا يعلمها إلا هو .

 

 

وعدم علمنا بالماهية هو بلحاظ كونها بالمعنى الأخص. لان العلم بالماهية الاخصية خلاف البساطة وعدم التركيب باي تركيب كان حتى من الوجود والماهية بالمعنى الأخص. ويكفي أن تعلم بأن التركيب مناف للوجوب.

 

 

ويمكن أن نتقدم خطوة عما قرره مشهور الفلاسفة أعلاه في مسألة عدم التركيب بأي للحاظ كان.

 

 

يمكن أن يقال: تبعا لبعض الحكماء من الفلاسفة. وما أفادوا في المقام وقولهم: أن التركيب المنفي عن الله تعالى. هو التركيب في الواقع العيني. وما التركيب العقلي التحليلي. المعبر عنه بالنقص أمري فلا يلزم منه منافاة الواجب والغنى والمطلق. ويمكن التمثيل المصداقي للتركيب التحليلي العقلي المحض. هو التركب الموجود من الماهية والوجود. وأن الله تعالى مركب من ماهية بالمعنى الأخص ووجود. ولا تنافي بين التركب ووجوبه تعالى .

 

 

إذن له حقيقة لكنها غير معلومة لما سواه كما قالوا. والى الله تصير الأمور .

 

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات