حامد المحلاوى
........ القضية
الكردية الأخطر دوليا .. المسكوت عنها عن قصد ! ..
الأكراد قومية كبيرة
عددهم يتعدى الأربعين مليونا بقليل .. هم شعب واحد موزع بين 5 دول .. 46 % منهم في
تركيا ، و 31 % في ايران ، و 18 % في العراق ، و 5 % في سوريا وأرمينيا .
المشكلة الكردية هي القضية الكبرى النائمة التي
إذا تحركت فلسوف تقلب كل الموازين في المنطقة وربما غيرت من خارطة الشرق الأوسط
بالكامل ..
الشعب الكردي شعب
واحد له خصائص مشتركة كثيرة توحده وتجمع أبناءه .. فاللغة واحدة ( الكردية ) .. الديانة
( الغالبية مسلمون سنة ) .. المظاهر الحضارية والثقافية والطبائع والعادات كلها
متحدة تقريبا .. الأهم أنه يمكن بسهولة أن يصبح لهم دولة متصلة جغرافيا ليس فيها
أية عوائق طبيعية أو سياسية .. لكن الذي أدى إلى وجودهم هكذا موزعين بين عدة دول
تعرضهم لحكم قاسي جدا من أنظمة قمعية عاملتهم بعنف شديد ..
من خلال معاشرتي لهم
فقد كنت أعمل في جريدة كردية تصدر باللغة العربية في بغداد في الثمانينات أدعي
أنني على دراية كبيرة بهم .. الأكراد لا يكرهون الأتراك فقط .. بل بينهم وبين
العرب دم وأحقاد من أيام صدام حسين الذي عاملهم بالحديد والنار والقسوة المفرطة ..
الثقة بينهم كانت منعدمة ..
بعد حرب الخليج وسقوط
صدام نمت نزعة الانفصال لأكراد العراق بشكل جدي .. وتقريبا هم الآن دولة منفصلة
تنتظر فقط اللحظة المناسبة لإعلانها بشكل رسمي .. هم يرون أن تلك اللحظة قد قرب
وقتها ..
الأكراد أداروا
المعركة الطائفية شمالي العراق بخبث شديد فاستغلوا دخول داعش على الخط وجيروها إلى
صالحهم حتى أنهم استطاعوا بمساعدتهم من ضم كركوك ( عاصمة بترول العراق ) لفترة
كبيرة إلى أن تمت هزيمة داعش عسكريا ..
يعتبرون كركوك الهدف
الأكبر لهم باعتبارها مدينة كردية .. يحلمون أيضا أنه في حال سقوط الأسد فإنه سيمكن إضافة أكراد
سوريا إلى أكراد العراق ومن ثم يصبح الحلم الكردي قريب المنال جدا خصوصا لو
استطاعوا انتزاع اعتراف أممي بدولتهم الوليدة .. وإذا ما اكتملت الدائرة التي تحاك
لإيران الآن فستكون الدولة الكردية حقيقة واقعة .. رأيي أن هذا هو سر البرود
التركي نحو الأزمة السورية طوال الثمان سنوات الماضية .. فلا تصدق أن تركيا كانت
تريد سقوط الأسد لأنها ببساطة تخشي من تنامي النزعة القومية للأكراد لديها بشكل
يفوق قدراتها على إيقافه مما سيؤدي بالضرورة إلى انفصال جنوب تركيا لإكمال عقد
الدولة الجديدة .. حتى الأسد يتمنى في قرارة نفسه أن ينجح الغزو التركي في القضاء
على الأكراد أو كسر شوكتهم على الأقل وبعدها يمكن إيجاد حل لمسألة الاجتياح ..
من مفارقات القدر أن
يتحد الغازي والمغزو أرضه على نفس الهدف .. أشياء عجيبة ! .. الطافي من السياسة لا
يتعدى نسبة ال 10 % من الغاطس على الأكثر ..
0 تعليقات