علي الأصولي
ذكروا أن الإمام الرضا - ع - عندما رحل من الدنيا أخذت الشيعة آنذاك الحيرة
في مسألة من هو الخلف من بعد الإمام الرضا - ع - ولمن هي الإمامة.
وهذه الحيرة والذهول هو نتيجة الصدمة من جهة لرحيل الإمام الرضا - ع - ولصغر
الإمام الجواد - ع - من جهة أخرى.
حتى بكى من الحيرة جمع ليس بالقليل.
فكيف لقيادة صبي لم يتجاوز الثامنة وهو في السابعة أن يكون إماما لطائفة
ليست بالقليلة ولهذا الطائفة خصوم من الداخل الشيعي ومن خارجه خصوم على المستوى
العقدي وعلى المستوى السياسي أيضا. وليس هناك تجربة شيعية وحالة عايشتها الشيعة من
ناحية صغر الإمام.
لا اعرف هل استرجع العقل الشيعي آنذاك. قصة النبوة العيسوية حيث كلمهم في
المهد أو البعث اليحيوي الذي ذكر صراحة في القرآن ( واتيناه الحكم صبيا ) وكما
اختلف الناس بعيسى ويحيى - عليهم السلام - فسوف يتوقف أو يفترق جماعة من الشيعة
وهذا الامتحان العسير.
عقد أكابر الصحابة وإجلاء علمائها ، عقدوا مجلسا تداوليا حول الموضوع ضم كل
من الريان بن الصلت ويونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى وآخرون وخاضوا في الكلام
حول المأزق الذي يمرون به حتى بكى بعضهم لشدة الحيرة.
فقال يونس: دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي.
فقال الريان بن الصلت: إن كان أمر من الله جل وعلا فابن يومين مثل ابن مائة
سنة وإن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي
بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه، وهذا مما ينبغي أن ينظر فيه.
وسرعان ما سد الإمام الجواد - ع - الفجوة المتوقعة عند الخصوم بإظهار علمه
اضافه لورعه وإخلاصه وعبادته فقد أجاب على كم هائل من الأسئلة العلمية التي ترد
عليه بإجابات تنم عن كم وافر وعالي من المعلومات والمعارف والأسرار التي لا تجدها
عند أكابر فقهاء عصره من المذاهب والفرق الإسلامية الأخرى. مما جعل الميزان
والترجيح العلمي مع صغر سنه كفيل بالتغطية على عمره الشريف.
بل خاض مناظرات شرسة مع امهر الفقهاء والمتكلمين آنذاك ولم يخسر جولة واحدة
فصار محط إعجاب الخصوم وموضع فخر الشيعة.
0 تعليقات