تيامنا وتشاءمنا ثم انفرط العقد.
اليمن والأمن القومى المصرى العربى
دأحمد دبيان
اليمن ( ارض تيمان ابن الخليل إبراهيم أبانا عليه السلام من زوجته قطورة )
اليمن السعيد الذى عاش المآسى ولا يزال ، و تيامنت العرب فى رحلتها
التجارية النصف سنوية ، ومنها جاء التيمن والفأل الحسن ،
اليمن مفتاح مفاتيح باب المندب
The
gate of tears
، والمعبر من البحر الأحمر لخليج عدن ومنها لبحر العرب لتنطلق الجغرافيا
الى المحيط الهندى .
لا نستطيع ان نغفل دلالات الأسماء .
خليج عدن .
بحر العرب .
محيط هندى .
الجغرافيا تنحت ثوابت الحقوق ، ليضيعها من يجهل حوارها المتناغم مع حركة
التاريخ .
اليمن ومنذ القدم هى مفتاح التجارة والرئة التى تنفست بها أوروبا لتلبى
احتياجاتها التجارية مع الهند .
وقبل اكتشاف فاسكو دى جاما لطريق الكاب ( او رأس الرجاء الصالح )
كان الطريق التجارى الكلاسيكى وهو ذاته جزء من منظومة طريق الحرير القديم ،
وهو جزء اساسى من نظرية ال
Heart
land
بعد تطويرها و مراجعتها لهالفورد ماكيندر
كان هذا الطريق يمر من نقطةارتكازه الاوروبية فى البندقية ، وعبر المتوسط ،
الى الإسكندرية بسفن بحارة البندقية ، حيث يتم تفكيك البضاعة وتحميلها على القوافل
من ميناء الإسكندرية وعبر المحروسة الى القلزم ( السويس ) حيث يتم تحميلها على
السفن مرة أخرى وعبر بحر القلزم الاسم القديم للبحر الأحمر ، لتحتاج للتموين
والراحة الى مجموعة من الموانئ منها ميناء عيذاب ومنها ميناء المخاء فى اليمن وعبر
مضيق باب المندب لتنطلق نحو خليج عدن وبحر العرب لتشق عباب المحيط الهندى .
بعد اكتشاف البرتغاليين لطريق الكاب
( رأس الرجاء الصالح )
تهددت قوة مصر الاقتصادية ، وكانت وقتها اكبر قوة فى الشرق الأوسط القديم .
لم يجد المماليك البرجية بقيادة قانصوة الغورى بداً من القيام بحملة
لمجابهة البرتغاليين ووقف العبور من هذا الطريق الجديد .
فقام قانصوه الغوري سلطان المماليك بإعداد حملة بحرية كبيرة ضد
البرتغاليين، وأسند القيادة إلى حسين الكردي نائب السلطان في جدة، والذي أبحر على
رأس قواته للبدء في مراقبة البرتغاليين، ثم عقد بعد ذلك قانصوه الغوري حلفا مع
حاكم جمهورية كجرات شمال شرقي الهند؛ للقضاء على التدخل البرتغالي في التجارة بين
الهند والبحر الأحمر.
حيث هزم الأسطول البرتغالى فى معركة شاول او غوا، ولتتحطم سفينة قائدهم
لورينسو دى ألميدا ليعود البرتغاليون لاحقاً ويهاجموا الأسطول في ميناء ديو بعد ان
تفرق الاسطول والبحارة والطاقم حيث لم يعزز الريس حسين الكردى الانتصار فى شاول
الاولى بمهاجمة اماكن تمركز البرتغاليين ، فيقودهم الاب فرانيسكو دى ألميدا ويحقق
الانتصار فى ديو او شاول الثانية محطما نفوذ المماليك .
كانت ديو معركة فاصلة من الناحية الاستراتيجية إذ أذنت بانتهاء سيطرة
المسلمين على خطوط التجارة البحرية مع آسيا وبدء السيطرة الأوروبية على المسرح
البحري الآسيوي.
لم يكن المماليك البرجية او البحرية ، شذاذاً حين ادركوا بثوابت الجغرافيا
والتاريخ مفتاح الأمن القومى للدولة المصرية والاهم مفاتيح قوتها وتمددها ، وان
انحسارها داخل حدودها ،لا نتيجة له الا ان تتكالب عليها قوى التمدد المنافسة .
قديماً ، وعلى الجانب الآخر من لوحة الجغرافيا ، أرسلت سيدة عظيمة حكمت مصر
فى ظرف تاريخى دقيق حملتها التجارية لبلاد بونت ( الصومال ) ولم يخرج خلفها تحتمس
الثالث بانى اعظم امبراطورية فى العالم القديم عن ثوابت منظومة الأمن القومى
المصرى ، فكان التواجد المصرى فى الجزيرة و بالعلاقات التجارية فى بونت واليمن ،
تمهيداً وتأميناً لمجدو والنصر العظيم .
تنبئنا صحف التاريخ المقدسة ان صلاح الدين بن يوسف ،وبعد استتباب حكمه فى
مصر أرسل حملة الى الحجاز واليمن ، وقبل التوجه لمجابهة العدو المستعمر والذى
استولى بنقاط ارتكازه فى الشام وفلسطين على معبر يتيح له النفاذ على البحر الأحمر
وتهديد ارناط قائد الكرك بغزو المدينة ونبش قبر الرسول .
كان ارناط فى غروره يرسل رسالات انه صار متحكماً فى البحر الأحمر ، وطرقه
وطرق التجارة فيه ، فكانت حملة صلاح الدين للحجاز واليمن وقبل النصر فى حطين.
ينبئنا ايضاً التاريخ ان محمد على وبعد استقرار حكمه فى مصر أرسل حملة الى
اليمن وقام باحتلال ميناء المخاء لتأمين تجارته من الدخان والبن ،
ميناء المخاء المطل والمتحكم فى مضيق باب المندب وذلك قبل حملته التى اطاح
فيها بالدولة السعودية الاولى وقبل حملته على …
0 تعليقات