الوثيقة الأولى برقية
أرسلها السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر في آذار 2008 إلى مقر وزارة
الخارجية الأمريكية بخصوص الصراع بين المالكي والجعفري على زعامة حزب الدعوة.
شكرا جزيلا للأستاذ
حسين محمد على ترجمته هذه الوثيقة.
5- الجعفري دائماً ما
كان خجولاً ومغلقا على نفسه ويجيد المراوغة , عندما سألناه بشكل مباشر عن وحدة
الدعوة وعلاقته بالمالكي , أصر على أن الدعوة يبقى حزباً واحداً قبل أن يبدأ في
مونولوج ملتوي وعويص عن المعنى الحقيقي لمفردة "انشقاق" !. وقد بين
الفياض بأن طالما الدعوة يمثل حزب واحد لحد الآن إلا انه على كل حال يتشكل من
تيارين :
معسكر المالكي و "تيار
الإصلاح الوطني" المجموعة الناشئة حديثا والتي تبحث عن بناء قاعدة عريضة
شيعية - سنية ترفض أسلوب الفيدرالية وتدعم حكومة مركزية قوية ، وتؤيد جبهة قوية
للتوعية بالتجاوزات الكردية .
مع الأخذ بالاعتبار
التشكيلة المناطقية ، يريد الجعفري حكومة مركزية قوية تشرف على منطقة عربية واحدة
غير مقسمة ومنطقة كردية واحدة ، مؤكدا بأن حل المنطقتين سوف يحفز الوحدة الوطنية
بشكل أفضل ، ويحد من التدخل الإيراني وتدخلات جيران العراق من العرب ويقلل من
المخاوف السنية من أنهم سوف يحرمون من مصادر الثروة والإرث .
وقد ادعى الفياض بان "تيار
الإصلاح الوطني" ينبغي أن ينظر إليه على انه مركب للتكتلات السياسية السنية
والشيعية التي تحمل أهداف مشتركة ، أكثر من كونه حزب رسمي ذات أيدلوجية ثابتة ،
الفياض توقع بأن "التيار" سوف يلاقي الدعم من كل العناصر باستثناء
المجلس الأعلى الإسلامي في العراق بالإضافة إلى كتلة العراقية العلمانية وأعضاء
جبهة التوافق السنية ، ولا نزال نستمع إلى تقارير بأن الجعفري يحاول جذب الصدريين للانضمام
إلى جناحه . الآن وعلى كل حال ، " تيار الإصلاح الوطني" يظهر كحركة
مستمرة بالبحث عن أعضاء جدد للانضمام إليه .
6- بينما يتوجه
اهتمام العراقيين إلى انتخابات المجالس المحلية المرتقبة ، يظهر الدعوة بكونه تجمع
نخبوي مكون من شخصيات طموحة ومتخاصمة بنفس الوقت أكثر من كونه حزب موحد متماسك ذات
قاعدة دعم شعبية واسعة ، الحزب سيحتاج على الأغلب لتشكيل تحالف انتخابي لتعويض ذلك
. حيدر العبادي ومدير مكتب المالكي "طارق عبد الله" اخبرونا بأن الحزب
قد قدر مسبقا سيناريوهات التحالفات في مختلف المحافظات .
الحضور المنخفض
نسبياً في مؤتمر الدعوة الذي عقد في نيسان 2007 يمكن ان يوحي بأن الحزب لم يأخذ
على عاتقه القيام بجهود قوية وأساسية لإعادة البناء منذ 2003 ومن المحتمل أنه
سيحتاج الى حلف قوي من الشركاء ليدحض توقعات خصومه السياسيين الشيعة مثل رئيس كتلة
الفضيلة حسن الشمري الذي أخبرنا بقناعة واضحة بأن الدعوة سوف تعمل بجد للحصول على
مقاعد في مناطق الوسط والجنوب الشيعية بعد السخط الشعبي الواسع على الأداء البائس
لحكومتان مركزيتان متعاقبتان تحت قيادة الدعوة .
من المحتمل أن يبقى
الدعوة رقماً ثابتاً في السياسة الوطنية الشيعية ويمكن أن يستمر بتقديم المرشحين
مستقبلاً لرئاسة الوزراء – والاحتمال الغالب ان يبدأ برئيس الكتلة النيابية علي
الأديب – طالما مسؤولو الحزب لديهم المؤهلات اللازمة لقيادة الحكومة ذات الغالبية
الشيعية في العراق الجديد : كونهم من الأحزاب الشيعية العراقية الرائدة التي تملك
تاريخ مشرّف "للشهادة" : تحتاج الدعوة الى ضم مليشيا كبيرة تتمكن من
منافسة بدر (الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي) أو جيش المهدي التابع للصدر .
الحزب صغير وعلى درجة
من الضعف تؤكد بأن مرشحه لرئاسة الوزراء سيكون مدين وبالتالي مسيطر عليه من قبل
الكتل الكبيرة التي تبحث عن الغنائم وليس عن مسؤوليات والتزامات الحكم الرسمي .
رايان كروكر
رابط الوثيقة:
0 تعليقات