آخر الأخبار

كونوا كالشيرازي

 

 









علي الأصولي

 

حكي عن المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي. صاحب الثورة ضد الإنجليز، انّه كان يشترط العدالة فيمن ينوب عن الميت لقضاء عباداته الفائتة منه، وذات مرّة جاءه من يطلب منه عبادة نيابية - وكان الميرزا كبقية المراجع مستودعاً أميناً للناس يرجعون إليهم في تسليمهم مبالغ لقضاء ما فات أمواتهم من عبادات - ولم يكن إتفاقاً عند الميرزا شيء من ذلك، فغضب الرجل وإشتد مع الميرزا في الكلام وسبه، كل ذلك والميرزا ساكت لا يجيبه بشيء.

 

وبعد أيام جيء إلى الميرزا بمبالغ للعبادة، فأمر الميرزا احد الحاضرين بان يأخذ بعضه ويدفعها إلى ذلك الرجل.

 

 

فقال بعض من حضر للميرزا متعجباً: ان هذا الشخص ليس بعادل بدليل ما صدر منه قبل أيام، وانتم تشترطون العدالة فيمن ينوب عن الميت لقضاء عباداته الفائتة منه، فكيف تأمرون له بذلك؟ وهل هو صحيح في نظركم أو نسيتم ما صدر منه إليكم؟

 

 

فقال الميرزا: ان ما صدر منه ليّ قبل ايام كان من شدة الفقر، ومثله لا يضرّ بالعدالة، لانّه صدر عن حالة غير طبيعية، إضافة إلى انّه لم يسبّ غيري ولم يتعرض بالسوء لأحد سواي، وانا قد عفوت عنه واستغفرت له ، انتهى

 

نعم : كم نحن بحاجة لمثل هذه التذكيرات والتنبيهات التي تنم على مستوى أخلاقي عال مع ما نجده من بعض من يتجاوز حدود الأدب تجاه بعض الرموز الدينية إذ ربما فقره وعوزه دفعه لتخطي حدود الأدب تجاه هذا الرمز أو ذاك . ولو كان في وضع مادي آخر لما رأينا ما نحسبه تجاوزا بحال من الأحوال. فكونوا كالشيرازي بدل إقامة حفلة الشتائم بلا طائل يذكر والى الله تصير الأمور.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات