مجدى شعبان
ظروف عقد الكويت اتفاقية الدفاع المشترك مع تركيا
" أثمرت الزيارة إلى الكويت عن بحث ما من شأنه تعزيز روابط الأخوة
القائمة بين البلدين".
كان هذا هو ما أوردته وكالة الأنباء السعودية في أعقاب زيارة قام بها ولي
عهد السعودية لدولة الكويت في الأول من أكتوبر 2018..
في هذا الوقت كان ولي العهد الشاب في أوج قوته ونفوذه ...
وكان من المقرر أن يصل ولي العهد إلى الكويت يوم السبت، ثم تم تأجيلها 24
ساعة ..
تأخير الزيارة لمدة يوم كامل كان مرتبطاً بمحاولات ابن سلمان إملاء شروط
معينة على الكويتيين فيما يخص الأزمة مع قطر، والحقول النفطية المشتركة بين
السعودية والكويت فيما يعرف بالمنطقة المحايدة
وأن وصول وزير خارجية الرياض عادل الجبير قبل ابن سلمان بساعات قليلة كان
لمعرفة الرد النهائي من الكويت ...وكان رد الكويت علي الجبير هو " الرفض "
لشروط واملاءات ولي العهد.
حضر ابن سلمان إلي الكويت ولم يناقش مع أمير الكويت الملفات المقرر
مناقشتها، وهي :
- الأزمة الخليجية الناتجة عن حصار قطر، وتشكيل تحالف خليجي - عربي لمواجهة
إيران،
-
وقضية الحقول النفطية المشتركة بين البلدين،
واكتفى الطرفان بالجلوس على مائدة العشاء وتبادل الأحاديث، خلال الزيارة
التي استغرقت ساعتين....!
وكان يفترض للزيارة أن تنهي الخلاف الطويل بين الكويت والسعودية حول الحقول
المشتركة في الوفرة والعبدلي حيث قامت السعودية بإيقاف التصدير منهما بشكل مفاجئ
عام 2014 وبدون إعلام الجانب الكويتي، مما تسبب بخسائر فادحة للجانب الكويتي الذي
هدد بالاتجاه إلى محكمة العدل الدولية .
أصيبت الأوساط بخيبة أمل بسبب النتيجة الباهتة للزيارة رغم محاولة ابن
سلمان تدارك الموقف بإرساله لبرقية يشيد فيها بـ"كرم الضيافة"...
ومالم ينشر أنه كانت تهديدات ولي العهد السعودي للكويت شملت الزحف علي
المنطقة المقسومة المشتركة بين البلدين وبسط السيطرة السعودية عليها مما أحدث اضطرابا
شديداً لدي أمير الكويت الذي أضطر بعد أيام من انتهاء الزيارة إلي التصريح علناً
بأن الوساطة الكويتية قد منعت غزواً عسكرياً لقطر !!
تزايدت المخاوف في العاصمة الكويت من نوايا ولي العهد الشاب وكانت النتيجة
أن فوجئت الأوساط الخليجية والعربية والدولية بتوقيع الكويت وتركيا اتفاقية دفاع
مشترك ..!
جاء ذلك بعد التوتر في العلاقات بين الكويت والسعودية حليفتها وشقيقتها
الكبرى..
ولمعرفة السبب في هذا الاتفاق قال الكاتب الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق
ناصر الدويلة:
"إن نزول القوات التركية في هذه الظروف الملتبسة في قطر أمّن قطر،
وكذلك لو نزلت اليوم في الكويت فستحقق أمناً إقليمياً للكويت تبعد عنها احتمالات "غدر
الصديق" و"حماقة الحليف"، فلا أحد يضمن أحداً في هذا العالم
المجنون"...!
إن تركيا اليوم هي أضمن الأصدقاء في المعادلة الإستراتيجية بالمنطقة وأقلهم
كلفة مالية وكلفة سياسية وأضمن الأصدقاء بعد تهديدات "الأشقاء" المنفلتة
وحماقات ترامب المتغطرسة والاستعانة بالأتراك في الظروف الحالية أصبحت ضرورة إستراتيجية
ملحّة وعاجلة والوقت يمضي بسرعة".أيقنت الكويت أن السعودية لم تعد "الشقيقة
الكبرى" لدول الخليج، بل صارت آمرة ناهية، وصار تدخلها في الشؤون الداخلية
لدول الخليج شيئاً عادياً بالنسبة لها...!
هل علمتم الآن ظروف توقيع الكويت لهذه الاتفاقية مع تركيا ؟
هل تلومون ذئب الأناضول علي نهمه وتزايد أطماعه في المنطقة ؟!
والأهم هل وعينا كعرب الدرس ؟!!
0 تعليقات