علي الأصولي
نقل لنا التاريخ أن المأمون لما استدعى الإمام الجواد - ع - بعد وفاة أبيه إلى
بغداد وزوجه ابنته، لضمان الجانب الشيعي وإبعاد تهمة قتل الإمام الرضا - ع - حيث
مكث الإمام الجواد - ع - ببغداد مدة فضاق صدره من سوء معاملة المأمون فاستأذنه في
الذهاب الى الحج، وتوجه الى حج بيت الله الحرام، ومن هناك عاد الى مدينة جدّه
ويبقي هناك الى أن مات المأمون، وأستلم الخلافة بعد أخوه المعتصم وكان ذلك في
السابع عشر من شهر رجب سنة ( 218هـ.)
ولما إستوى المعتصم على الخلافة وسمع عن الإمام الجواد - ع - عن وضعه
المرجعي والروحي بين صفوف الشيعة وغزارة علمه مع صغر عمره. استدعى المعتصم العباسي
الإمام - ع -
الى بغداد فلما توجه الإمام الى بغداد جعل وصيّه وخليفته إبنه علي النقي - ع
- ونص على إمامته عند كبار الشيعة وثقات الأصحاب.
ثم ودع الإمام أهله وولده وترك حرم جدّه ( ص) وذهب الى بغداد ودخلها يوم
الثامن والعشرين من شهر محرم سنة ( 220هـ )وهي سنة استشهاده..
وأشهر الروايات بكيفية الاستشهاد فقد نصوا على إن زوجته أم الفضل بنت
المأمون سمّته بعد تحريض عمّها المعتصم، لأنها كانت تضمر العداء والبغض للإمام
اعتقادا منها لميله - ع - لأم الإمام علي النقي - ع - دونها، فكانت دائمة الشكاية
منه عند أبيها وهو لا يستمع إليها ايام خلافته.
وقد نقل عن كتاب عيون المعجزات أنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي
جعفر - ع - وأشار على إبنة المأمون زوجته بأن تسمّه لأنه وقف على انحرافها عن أبي
جعفر - ع - وشدّة غيرتها عليه...فأجابته الى ذلك وجعلت سمّاً في عنب رازقي ووضعته
بين يديه. فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي، فقال: ما بكاؤك؟ والله ليضربنّك الله
بفقر لا ينجبر وبلاء لا ينستر.
فماتت بعلة الناسور حيث أنفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلة حتى احتاجت
إلى الاستعانة، وروي أن الناسور كان في فرجها.
وروى المسعودي في إثبات الوصية ما يقرب من هذا إلا أنه ذكر أن المعتصم
وجعفر بن المأمون حرصا كل الحرص على قتل الإمام - ع - وتردّى جعفر في بئر ـ وكان
سكراناً ـ فأُخرج ميتاً.
فسلام على الإمام الجواد يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
0 تعليقات