آخر الأخبار

الصهيونية تشهر الرمح الثلاثى فى وجه مصر

 




 

فادي عيد

 

 

 قبل إعلان قيام دولة الاحتلال "الإسرائيلي" في 14مايو/ أيار 1948 بشهور قليلة كان المفكر الصهيوني "باروخ أوزيل" يؤكد على ضرورة عقد الدولة الوليدة تحالفات مع الدول المحيطة بالعالم العربي، ومع العرقيات والطوائف الكبيرة كالأكراد والموارنة والدروز..الخ.

 

 

وبعدها بعشرة أعوام وبالتحديد في 29 أغسطس/ آب 1958م التقى كل من رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بن غوريون مع نظيره التركي عدنان مندريس في أنقرة، وكان كلاهما على إقتناع تام بأن مصير بلديهما واحد، وأنه يجب أن يكونوا خط الدفاع الأول عن مصالح الغرب في الشرق الأوسط، ومواجهة الاتحاد السوفيتي أو أي تيار مناوئ للغرب، كي يكونوا حليفاً وثيقاً لواشنطن، فتم عقد الأتفاقات العسكرية والإستخباراتية بين البلدين، وحينها كان مهندس تلك الاتفاقات بين تل أبيب وأنقرة هو "رؤوفن شيلواه" وهو أول رئيس لجهاز الموساد، وشغل بعد ذلك منصب مستشار لسفارة "إسرائيل" في واشنطن، ثم مساعداً لوزير الخارجية "الإسرائيلي".

 

وفي عام 1959 وقعت كل من دولة الاحتلال وتركيا وإيران الشاه على اتفاقية سرية سميت بـ "الرمح الثلاثي" بهدف تطويق الوطن العربي ولمواجهة المد الناصري الذي أزعجهم بشدة، الى أن تبدل شكل الرمح الثلاثي بعد الثورة الإسلامية في إيران، كي يتم استبدالها بإثيوبيا عام 1996،  لضمان تقويض الوطن العربي سياسيا واقتصاديا، وفي موارده المائية أيضا.

 

ولمحاولات جذب كل من الولايات المتحدة و"إسرائيل" للدولة الإثيوبية ضد مصر تاريخ طويل، فمع بداية الخمسينات من القرن الماضي كانت الولايات المتحدة تعمل على صنع نظام شرق أوسطي تستطيع فيه دمج "إسرائيل"، مع أنظمة تابعة لها بالإقليم كي تخوض حرباً بالنيابة عنها ضد الإتحاد السوفيتي.

 

وقد جاءت أولى المحاولات فى مارس/ آذار 1953 عندما جاء وزير خارجية الولايات المتحدة جون فوستر دالاس الى القاهرة، لفهم عقلية النظام الجديد بمصر بعد ثورة يوليو، وهنا قال السفير الأميركي بالقاهرة لوزير خارجية بلاده بأن الرجل القوى فى النظام الجديد هو شاب يدعى جمال عبد الناصر وليس محمد نجيب، فطلب دالاس عقد اجتماع معه، وعلى الفور عمل السفير الأميركي على عقد ذلك الاجتماع، فاجتمع كل من وزير الخارجية والسفير الأميركي وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وعرض وزير الخارجية الأميركي على عبد الناصر الانضمام لحلف ثلاثي يضم كلا من أنقرة (الأكثر تحضرا بين العواصم الإسلامية) وكراتشي (الأكثر كثافة سكانية بين العواصم الإسلامية) والقاهرة (الأكثر عراقة بين العواصم الإسلامية).

 

فسأله عبد الناصر: وما سبب إنشاء ذلك الحلف، ومن سيواجه؟

 

فأجابه دالاس قائلا: سيواجه الخطر الشيوعي.

 

فرد خالد العرب كيف تريد أن أرى خطراً مزعوماً على مسافة أربعة آلاف كيلومتر، ولا أرى خطراً حقيقياً على مسافة مئة كيلومتر (إسرائيل)؟

 

وهنا انتهت مهمة دالاس بالفشل فى مصر، وبعدها عزمت الاستخبارات البريطانية والأميركية على التخلص من جمال عبد الناصر سواء على يد أذرعها فى الداخل جماعة (الأخوان المسلمون) أو شن حروب ضارية على مصر في كل الجبهات.

 

إلا أن اليأس لم يصب فوستر دالاس من تنفيذ مشروعه، بصنع تحالف شرق أوسطي يخضع لواشنطن، حتى جاء البديل للقاهرة فى بغداد، وتم إنشاء “حلف بغداد” عام 1955 والذى ضم إلى جانب المملكة المتحدة، العراق وتركيا وإيران الشاه وباكستان، ولكن كان عمر “حلف بغداد” قصيرا، بعد أن أسقط عبد الكريم قاسم النظام الملكي بقيادة نوري السعيد بعد ثورة تموز 1958 التى أطاحت بالمملكة العراقية الهاشمية التي أسسها الملك فيصل الأول تحت الرعاية البريطانية.

 

وهنا أرسل بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني للرئيس الأميركي أيزنهاور رسالة يقول فيها “إنه لمن الخطأ الفادح أن تفكر الولايات المتحدة بإقامة حلف في الشرق الأوسط يرتكز على أي عاصمة عربية، إن الشرق الأوسط لكي يحظى بالاستقرار وبالولاء للغرب يجب أن يرتكز على ثلاث عواصم دون غيرهم، وهي:  أنقرة وتل أبيب وأديس بابا“.

 

ولم يخيب دوايت أيزنهاور رأي بن غوريون، وفى العام التالي من انهيار حلف بغداد أي فى عام 1959 تم توقيع أتفاقية “الرمح الثلاثي” كما ذكرنا تفاصيلها.

 

واليوم لن نتفاجأ من تحركات إثيوبيا وتركيا العدائية المتزامنة ضد مصر، وبالطبع لم يكن ذلك صدفة، بعد أن أشهر ت الصهيونية رمحها الثلاثي في وجه مصر، فيبقى هولاء كعرائس المارونيت في يد من يحركها.


إرسال تعليق

0 تعليقات