خالد فهمي
لمن يريد ان يعرف
محمد علي كان بيعامل المصريين( أولاد العرب ) إزاي؟!
دي مكاتبة منه لنظار
أقسام مديرية الدقهلية من سنة ١٨٣٥.
شوية ملحوظات قد تعين
على فهم الوثيقة:
دي من الوثائق
النادرة ال محمد علي "كتبها" بالعربي، وحاطط "كتبها" بين
علامة تنصيص لأن محمد علي ما كانش بيعرف يكتب، ولكنه كان بيملي خطاباته للكتبة في
الديوان بتاعه، ال بالمناسبة كان اسمه ديوان "المعية السنية". وأعتقد إن
الخطابات بتاعته كان برضه المفروص إنها تُتلى علنا على مشهد من الناس، وبالتالي
صياغة الجواب، وإن كانت تبدو ركيكة لينا النهار دا، إلا أنها كان لها صدي مدوي على
سامعيها. تخيل إن انت فودة حبيب دا المُخاطب بالجواب، وتخيل وقع "صوت" محمد
علي على أذنه كان إيه. الجواب دا يحمل صوت الباشا وحضوره.
ثانيا، الجواب دا، زي
ما قلت، من الجوابات النادرة لمحمد على بالعربي، لأنه ما كانش بيعرف عربي وكان
بيتكلم تركي. والسبب في اختيار اللغة دي إن نظار الأقسام المخاطبين كانوا من "أولاد
العرب" ودا المصطلح ال كان بيطلق علي ال بنقول عليهم النهار دا "المصريين"،
لإنهم، وعلى عكس رؤاسائهم "أولاد الترك" بيتكلموا عربي وما بيعرفوش تركي.
ثالثا، لاحظ أن من
وجهة نظر محمد علي الأصل في "أولاد العرب" إنهم يستحقوا الضرب بالنبوت
لأن دا طبعهم ال "بيميلوا ليه".
رابعا، من أدوات
الترقي الاجتماعي الانخراط في الميري، أي الالتحاق في الحكومة، والعمل لحساب محمد
علي، كناظر قسم مثلا، زي الحالة ال قدامنا. وعندها يحظى الشخص بالاعتبار ويترفع من
عليه ضرب النبوت. ولو الشخص تقاعس في مهمته ينزلق مرة تانية لزمرة الفلاحين ووقتها
يرجع يتضرب تاني بالنبوت. يعني الأصل هو الضرب بالنبوت والاستثناء هو الإعفاء منه.
خامسا، الوثيقة دي،
زي غيرها كتير، بتلفت نظرنا لتطور اللغة العربية الحديثة. دي وثيقة من قبل ظهور
الرواية وقبل ظهور الصحافة، وممكن الواحد يستشف منها المجهود الجبار ال بذلته
البيروقراطية المصرية في نحت لغة جديدة، أصلها العامية، ومتأثرة بالتركية، ولها
علاقة بعيدة بالفصحي.
نص الوثيقة:
صدر أوامر كرام إلى
نظار أقسام الدقهلية
عدد ٩ خلاف فودة حبيب
١. أنه صار منظورنا
جرنال [أي تقرير] المكالمة الذي صارة بينكم وبين مديركم في ١٩ الماضي حرفا بحرف
وكامل ما أبيدتوه (؟) من المحاولاة [أي المحاولات] وعدم الاستقامة ، فالأجوبة
المعطية
٢. منكم بخصوص توريد
القطن والأرز وأنفار الجهادية والمسلي والنقدية ومهمات القناطر وعن حرة [حرث] ثمانية
عشر ألف فدان من المرتب لزراعة الأصناف في تاريخه جميعهم
٣. محروة [محروث] مرة
واحدة ، مع أنه كشف عما حرة [حُرث] في مسل [مثل] هذا الأوان في العام الماضي توجد
مبالغ حرة [حرث] وبرش أربعة أوجه وصار الزراعة في صنف
٤. القطن. ومن
المعلوم أنه لا تكون الزراعة إلا من بعد تمام حرت [حرث] الأراضي. وكيف الآن يصير
منكم التأخير في هذا العام فيكل [في كل] الأشيا وتعطي
٥. أجوبه إلى المدير
من باب الاستخلاص وفك مجلس فقط لا بالعمل كما استبان لنا منك مرارا. فأنا أدخلتك
في سلك الاعتبار،
٦. وشرفتك، وجعلتك
حاكم ،ورفعت من عليك ضرب النبوة [النبوت]. فأنت يا مزور يا ملعون، ما تركت
الملاعبة، وقصدك عطل
٧. مصلحتي، وملت
بطبعك إلى ضرب النبوة [النبوت] على راسك ،كما هو عادتك الذي خلقة [خُلقت] فيها من
قديم الزمان. فبحيث أفعالك هذا صارة [صارت]
٨. موجبة كذلك، فقد
كتبت إلى مديرك بأن من الآن وصاعد إذا حصل منك تأخير في أدنا [أدنى] مصلحة ولم
تركت طرق التزوير
٩. فيضربك بالنبوة
لما يكسر وسطك وهلدي (؟) كل مرة . أما إذا كان لم يطلع في يدك براح المصلحة فتعرض
لي [أي تتظلم لي] لأجل أوجه من ينظر تشهيل
١٠ مصلحتي عوظك وانت
ترجع في زمرة الفلاحين يا خنزير يكون معلومك. كينار [أي حاشية] أنه تقدم [أي في
الماضي] رفعة [رفعت] من عليك
١١. ضرب النبوة وخمنت
أن فيك إنسانية. ومن حيث أن فيك ذالك، فكتبت لمديرك في هذه المرة يضربك بالنبوة. فإن
سلكت في طريق
١٢. الاستقامة وبراح
المصلحة كان بهى [أي بها] وإن لم سلكت فأعزلك من النظارة بعد الضرب شل (؟)
فودة حبيب!
0 تعليقات