علي الأصولي
ذكروا أن هناك عدة
طرق لمن رام التقليد ومعرفة من تلبس بشروط المرجعية الدينية في الرسائل العملية.
والغريب أن بعض الناس
وضعوا جملة من الشروط من عنديات أنفسهم ليس لها أي أصل شرعي كان أو غيره.
من قبيل - كبر
العمامة - وطول اللحية - ونظارة الوجه - وتسطير الألقاب وتكثير العناوين والنعوت -
والأهم من هذا كله هو الانسياق مع الأغلبية على طريقة - هذا ما وجدنا عليه آباءنا -
وجيراننا وأصدقائنا ونحو ذلك.
تعالوا معي لقراءة
قصة أوردها صاحب كتاب - قصص وذكريات - فهي صالحة وما نحن فيه. إذ قال ما نصه :
كان الشيخ باقر أحمد
آل عصفور (١٣٠٣ ـ ١٣٩٩ هـ) جالساً مع جماعة من أهل العلم والمعرفة في الصحن الشريف
في (النجف الأشرف) وكان من بينهم (الكاشوان) وهو العامل الذي يحفظ بأحذية الزائرين
للحرم الشّريف، وكان هذا الرّجل مرتدياً عمامة كبيرة، فجاءت امرأة وبيدها رسالة
فاختارت أكبرهم عمامة ليقرأ لها ما جاء في الرسالة، فعند ذلك مسك ذلك الرجل (الكاشوان)
الرسالة مقلوبة حيث أنّه لا يُجيد القراءة، وقال لها: هذه الرسالة، قالت: نعم،
وماذا فيها؟
قال: إنّهم يسلّمون عليكِ، قالت: نعم، وماذا
أيضاً؟ قال: إنهم يقولون إن أبناءكِ الكبار في صحة تامة، أما ابناؤك الصغار فهم
أيضاً في صحة تامة، فعند ذلك غضبت المرأة وقالت له: هاتِ الرسالة فلست بعالم ولا
تعرف القراءة أصلاً، فلماذا ارتديت هذه العمامة الكبيرة؟!!
فقام ذلك الرجل وخلع عمامته وألبسها المرأة وقال:
اقرئي الرسالة إذن.. فضحك عندئذٍ الحاضرون.. ثم قرأ أحدهم لها الرسالة وانصرفت
خجلة من ذلك. انتهى.
ومن هنا أرجو لمن
يريد أن يسأل عن طريقة الارتباط التقليدي فليتخذ المناشىء العقلائية والشرعية
المذكورة في مظانها. ومع عدم الأخذ بما ذكر في الفقه لربما والأرجح وقوع السائل
بتقليد - كشواني - مع احترامنا لهذه المهنة وبالتالي يقرأ الرسالة - بالمقلوب - والى
الله تصير الأمور
0 تعليقات