مأمون الشناوى
الذين يخلطون بين
قضيتيّ سد أثيوبيا والحدود الغربية سواءً كان ذلك عن عمد أو عن جهل ، هم مخطئون
وعليهم التروي وإعادة النظر والتريّث ومحاولة الفهم !!.
بدايةً ، ماسبب هذا
الخلط ومَن الذي روّج له ، لأن اللاعب المقابل في ليبيا والخصم الوضيع هو أردوغان
، الذي يأوي مرتزقة الإخوان ويفرد لهم ساعاتٍ إعلامية طويلة عبر اثنتي عشرة قناة
فضائية ، تبث سمومها علي مدار اليوم وبدون إعلانات ، مما يحتاج إلى تمويل ضخم ،
ذلك الإعلام العميل هو المسؤول الأساسي الذي تبني الترويج لتلك الرؤية لصرف النظر
عما يجري في ليبيا !!.
والحقيقة أنهما
قضيتان وجوديتان ، ولا تهاون في أيٍّ منهما ، ولا يملك حاكم مهما كان أن يفرط في
مياه النيل ، ولا أن يترك حدودنا الغربية مستباحة للإرهابيين المرتزقة الذين
يتربصون بنا ، ونحن الذين نفقد فلذات أكبادنا في تلك المواجهات معهم في سيناء
وغيرها !!.
ولكن ، ليعلم الجميع
ومَن يتوخي العدالة والإنصاف والحق والحقيقة ، أن قضية النيل قضية فنيّة وقانونيّة
في جوهرها ، بينما قضية الحدود الغربية قضية عسكرية مباشرة ، قضية النيل تحتاج إلى
خبراء في الري والسدود والطبوغرافيا والقانون الدولي وتاريخ المعاهدات بين البلدين
، ولاننسي أن معنا السودان التي أكثر مايخيفها هو انهيار ذلك السد مما يمكن أن
يسبب كارثة لها ، وقد أبدي السودان هذا التخوف علانيّة مشككاً في متانة السد وعدم
وجود تقارير فنية مطمئنة عنه من بيوت خبرة عالمية ، ولهذا فإن الحل يكمن في اتباع
المسار الدبلوماسي والتحكيم الدولي إلى آخر مدي قبل الإقدام علي أي خطوة تكون لها
آثارها السلبية في كل شئ !!.
أما قضية الحدود
الغربية فإن هناك عدواً قد جاءك مُتحدياً بعتاده ومرتزقته وصلفه ووقاحته ، ويعلن
عن هذا التحدي لك مجاهرة ، وهو يعلم أن ليبيا هي الأمن القومي المباشر لمصر ،
ووجود هذا العدو فيها تهديد للقاهرة نفسها ، فلا تملك إلا أن تشهر في وجهه السلاح
لتردعه ، إما أن يعرف قوتك فيتقهقر ، أو تلقنه درساً ربما تسبب في إفاقته !!.
هما خطان متوازيان
إذن ، وليسا متقاطعيّن ، ولكل منهما مساره ، ولن يسمح الشعب بالتفريط في أحدهما أو
التهاون ، ونُحمّل القيادة السياسية كل المسؤولية ، والتاريخ لايرحم !!.
0 تعليقات