آخر الأخبار

العرافة التي وقعت في حبي




 

 

هادي جلو مرعي

 

 

     لاتخف من كورونا، فقد رايتك في منامي وأنت تقف شامخا، باسم الوجه، وعلى يمينك أسد، وعلى يسارك أسد آخر، وكلاهما في تمام العافية، ولايشبهمان أسود حدائق الحيوان تلك التي تنام النهار بطوله، وتنتظر عامل الحديقة ليطعمها، وبمعنى أدق فالأسدان اللذان يقفان على يميني، وعلى اليسار يشبهان أسود الغابات، ويبدوان على درجة عالية من الوقار والهيبة.

 

 

     الرؤيا الثانية، إنها رأتني ميتا، وهذا يعني العمر المديد، وبينما يتوعدنا المنجمون والملهمون والسحرة، وسواهم من أبطال الشاشات بالهزات الأرضية، والاغتيالات، واصطفاف النجوم، والتسونامي، والعصور الجليدية، وثوران البراكين، وغرق دول ومدن، وغيابها عن الوجود، وبموت زعماء، وحروب، وصراعات أهلية، وبكورونات اقوى من كورونا الحالي فإننا نبحث عن أمل وعن نهايات سعيدة ونجاحات في العمل والعلاقات العامة والوصول الى الأهداف حتى لو بعد عناء كبير.

 

 

     يعيش رؤساء الدول والحكومات والملوك والتجار، وأصحاب الشركات والأموال، ونجوم المجتمع على وقع الخوف والرعب من الإصابة بكورونا. فيضعون الكمامات على الوجوه، ويطهرون أيديهم بمواد طبية، ويعقمون الأمكنة التي يرتادونها والحمامات منعا لوصول جيوش الفيروسات، فإن عامة الناس يمارسون ذات الأساليب الوقائية، وتجد إن كمامة رئيس الجمهورية هي ذاتها التي يستخدمها عامل النظافة، والفرق إن كمامة رئيس الجمهورية أغلى ثمنا، وبتقنية متطورة، لكنها غير كافية لتمنع الفيروس.

 

 

     يبدو إن تلك العرافة وقعت في حبي، وهي تبتدع الرؤى، وتحكي لي عن عمر مديد، وإن الكمامة لاجدوى منها، وإن قفازات الأيدي تنفع فقط في الاستعراضات التي يقوم بها الوزراء والنواب على شاشات التلفاز عندما يكذبون على الشعب، وعلى أنصارهم المغفلين، والمصدقين لترهاتهم، وإن المطلوب مني في هذه الفترة أن أعيش حياتي كما هي، وأن لاأبتعد عن الرب، وأن أقرأ وأكتب، وأساعد الناس، وأن أشاهد التلفاز شرط أن لاأكثر من متابعة وسائل الإعلام العراقية، وأن لاأشاهد الوجوه المقرفة للساسة العراقيين، وأن أستمع لأحاديث ولهجات مختلفة، وأستمتع بالأفلام الأجنبية، ففي النهاية ستكتب ذات الكلمة على القبور، سواء كان الراقد فيها رئيس الجمهورية، أو عامل النظافة في قصره (المرحوم) تبدو الكلمة كافية لشرح معنى النهايات.


إرسال تعليق

0 تعليقات