د. محمد ابراهيم بسيوني
وصفت دراسة أجراها باحثون في جامعة كوليدج لندن (UCL) حالة ظهرت في مرضى مصابين بـ COVID-19 الذين عانوا
إما من خلل مؤقت في الدماغ أو السكتات الدماغية أو تلف الأعصاب أو آثار خطيرة أخرى
في الدماغ fatal
brain damage ,serious neurological problems يضيف البحث إلى ان الدراسات وجدت أيضًا أن
هذا المرض يمكن أن يضر الدماغ Brain.
وجدوا تلف في الدماغ المرتبط بالوباء ربما على غرار تفشي التهاب الدماغ
الخبيث encephalitis
lethargica الذي ظهر في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين بعد وباء إنفلونزا
عام 1918 لا يزال يتعين رؤيته.
إن COVID-19، المرض الذي
يسببه الفيروس التاجي الجديد، هو إلى حد كبير مرض تنفسي يصيب الرئتين، لكن علماء
الأعصاب وأطباء الدماغ المتخصصين يقولون إن الأدلة الناشئة على تأثيره على الدماغ
تثير القلق.
القلق هو أن لدينا ملايين الأشخاص الذين يعانون من COVID-19 الآن. وإذا كان لدينا خلال عام واحد 10
ملايين شخص تم شفائهم، وكان هؤلاء الأشخاص يعانون من عجز إدراكي فإن ذلك سيؤثر على
قدرتهم على العمل وقدرتهم على القيام بأنشطة الحياة اليومية.
في دراسة جامعة كاليفورنيا، التي
نُشرت في مجلة الدماغ Brain، تم تشخيص تسعة مرضى يعانون من التهاب في الدماغ بحالة نادرة تسمى
التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر (acute disseminated encephalomyelitis (ADEM)) والتي
تظهر عادة عند الأطفال ويمكن أن تسببها العدوى الفيروسية.
قال الفريق إنه رأوا مريض واحد بالغ مصاب بـ ADEM شهريًا في عيادتهم المتخصصة في لندن، لكن
هذا ارتفع إلى واحد على الأقل أسبوعيًا خلال فترة الدراسة، وهو شيء وصفوه بأنه "زيادة
مقلقة".
قال روس باترسون، الذي شارك في
قيادة الدراسة: "بالنظر إلى أن المرض كان موجودًا منذ شهور فقط، فقد لا نعرف
حتى الآن الضرر الطويل الأمد الذي يمكن أن يسببه COVID-19". يحتاج الأطباء إلى أن يكونوا على
دراية بالتأثيرات العصبية المحتملة، لأن التشخيص المبكر يمكن أن يحسن نتائج المرضى.
وقال أوين إن الأدلة الناشئة تؤكد
الحاجة إلى دراسات كبيرة ومفصلة وجمع بيانات عالمية لتقييم مدى شيوع هذه المضاعفات
العصبية والنفسية.
قام مؤلفو الدراسة بدراسة ٤٣ مريضاً بفيروس كورونا المستجدّ تتراوح
أعمارهم بين ١٦ و٨٥ سنة؛ وتم علاجهم جميعاً في National Hospital for
Neurology and Neurosurgery في لندن بين ٩ أبريل و١٥ مايو. ١٠ من هؤلاء المرضى يعانون من تورم
شديد في أدمغتهم مصحوبة بنوبات من الهذيان؛ واحدة تبلغ من العمر ٥٥ ولم يكن لها أي
تاريخ مرضي للأمراض النفسية بدأت تتصرف بشكل غريب بعد ثلاثة أيام من خروجها من
المستشفى، وفقاً لزوجها. لوحظ في عشرات المرضى تورم في الجهاز العصبي المركزي؛ مات
شخص واحد ضمن تلك المجموعة.
تم تشخيص ٩ من هؤلاء المرضى بالتهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر (ADEM) وهو نوع
نادر من الالتهابات يهاجم الأعصاب في أدمغة الأطفال وحبال العمود الفقري بعد
الإصابة بفيروسات مثل النكاف أو الحصبة. ذكر مؤلفو الدراسة أن عدد حالات ADEM في المستشفى
ارتفع من حالة واحدة في الشهر قبل الجائحة إلى حالتين أو ثلاث في الأسبوع في شهري
أبريل ومايو. تم تشخيص ٧ مرضى آخرين في الدراسة بمتلازمة Guillain-Barré حيث ظهرت
على بعضهم أعراضاً عصبية حتى ثلاثة أسابيع بعد أعراض كوفيد-19 الأخرى. عموماً،
وجد الباحثون أن الحالات العصبية الخطيرة لم تكن مرتبطة بالضرورة بأعراض الجهاز
التنفسي الحادة. مما يعني أن رئتي المريض يمكن أن تكون جيدة ولكن قد لا يكون
دماغهم جيدة. كذلك كان ٨ مرضى في الدراسة ممن يعانون من أعراض خفيفة كانوا يعانون
من سكتات دماغية بسبب جلطات دموية في أدمغتهم. دراسة صينية سابقة على ٢١٤ مريض في
ثلاثة مستشفيات مختلفة في ووهان ذكرت أن ٣٦٪ لديهم أعراض عصبية مثل ضعف الوعي أو
أمراض الأوعية الدموية الدماغية بما في ذلك السكتات الدماغية. اقترح مؤلفو الدراسة
أنه يجب على الأطباء متابعة المرضى المتعافين للكشف عن العواقب طويلة الأمد في
الوقت المناسب. كما يشعر الفريق البحثي بالقلق من أن بعض المشاكل العصبية قد لا
تظهر لبعض الوقت بعد مغادرة المرضى للمستشفى.
0 تعليقات