د. محمد ابراهيم
بسيوني
هناك استنفار كبير في
حكومة بريطانيا وتم توفير اكثر من ثلاثة مليار جنيه استرليني لمقابلة الموجه
الثانية لفايروس كورونا في الشتاء القادم وصرحت الحكومة ان الموجه الثانية حتمية
وآتية وقد تكون أسوأ من الاولى. لذلك يجب علينا التحضير بشكل عام لمنع تفشي وباء COVID-19 بموجة ثانية والعمل على تقليل انتقال الفايروس بين الناس من خلال
أجراء التحاليل المختبرية ومتابعة المصابين بالكورونا والذين هم على اتصال معهم. كما
يجب علينا ان لا ننسي الحالات المرضية الأخرى ومنها أمراض السرطان والمصابين بها
فلابد لهم من رعاية لا يجب ان تقلّل منها أو تحجبها مشاغل الكورونا.
هناك أسباب تجعلنا
حذرين تجاه خيارات مناعية وعلاجية مهمة. فهناك اليوم العديد من التجارب وفي مراحل
مختلفة لاستعمال لقاح يقوم على مبدأ المادة البروتينية الموجودة على تيجان فايروس
الكورونا والتي تعتبر مهمة لأحداث تأثير هذا الفايروس من خلال الأرتباط بواسطة هذه
المادة مع مستلمات مادة أنزيمية موجودة على غشاء الخلايا الجسمية في الرئتين مثلا
مما يسبب الالتهاب. ولكن اللقاح سيحاول استغلال هذه العملية لزيادة مناعة جسم
الأنسان ضد الفايروس. ويلاحظ أن فايروس الكورونا أو الكوفيد-19 بمادته البروتينية
هذه أنما لديه طفرات وراثية لاحظها وسجلّها العلماء فقالوا أنها نادرة، ولكنها قد
تحصل فيغدو اللقاح عند ذاك غير ذي فائدة. وعودة الى تاريخ أيجاد اللقاحات ضد
الفايروسات نجد أن هناك صعوبات في الطريق. فقبل عدة سنوات جرت محاولات لإيجاد
لقاحات مضادة لفايروسات أنفلونزا السيرس وميرس (فايروسات آر أن أي) والتي تسببها
فايروسات كورونا أخرى غير الكوفيد19 ولم تكن تلك المحاولات ناجحة، كما أن محاولات
أنتاج لقاحات ضد فايروسات آر أن أي مثل فايروس "الدنكو" قد فشلت ولم
يتحصن المرضى ضد هذه الأمراض. مع العلم أن الكوفيد-19 هو آر أن أي فايروس أيضا.
علاوة على كل ذلك
ففايروس الكورونا يصيب أكثر ما يصيب الكبار في السن وهم أصحاب نظام مناعة جسمية
ضعيف وبالتالي ستكون الأستجابة للقاح غير مأمونة. فقد يكون اللقاح أقل تأثيرا عند
مَنْ يحتاجه أكثر من غيره من الناس وهم الكبار في السن. ومما يذكر أن الأصابة
بفايروسات كورونا أخرى (الأنفلونزا المعروفة) والتحديات بأجراء تجارب اللقاحات
أنما ينتج عنها مناعة غير كافية لأن تحمي الجسم لأكثر من سنة واحدة أو سنتين،
وعليه سيتوجب زرق اللقاح لأكثر من مرة واحدة في العام.
وفيما يخص الأجسام المضادة المستنسخة صناعيا
من خلايا البيتا المناعية في الجسم (كريات الدم البيض) أو من خلال عمليات الهندسة
الوراثية في المختبرات، فأن مثل هذه الأجسام واستخداماتها العلاجية في حالات
الأنفلونزا الشديدة سابقا لم تثبت فائدتها الكاملة من خلال دراسات علمية اجريت
خلال السنوات الماضية.
0 تعليقات