د. محمد إبراهيم
بسيوني
كما حذرت سابقا يبدو
أن الموجة الثانية لكورونا بدأت في أوروبا والعالم وبحسب تاريخ الأوبئة تكون أشد
خطورة وشراسة.
في غياب اللقاح يظن
الناس ان الحريق يبدو كما لو أنه يختفي لكن تبقى النار تحت الرماد، في انتظار
الأكسجين والوقود. بمجرد اطمئنان الناس وبمجرد تخليهم عن إجراءات الحماية الشخصية
لظنهم أن كل شيء قد انتهى تجد النار المختفية تحت الرماد فرصة للعودة، ولكن بداية
الحريق الأول كان مصدرها محدد وضئيل، أما النار المنتشرة تحت الرماد فهي موزعة
جغرافياً وعدد مسببيها سيكون أكبر. وهو السبب لكون الموجة الثانية أكبر دائماً من
الأولى.
لاحظ سيادتك أنك لن
تتعرف على كل من يحمل العدوى ولاحظ أيضاً أن حتى من ستتعرف عليهم بسبب ظهور
الأعراض، لن تتعرف عليهم إلا بعد ثمانية أيام (في المتوسط) من إصابتهم، وبالتالي
فإن الموجة الثانية ليست هجمة سيسببها الفيروس بشكل انتقامي من البشر، إنها ببساطة
نتيجة فقط لسلوك بشري يرفض الالتزام بما يقيده أو يغير ما اعتاد عليه من سلوكيات
ونمط حياة. ومع انحسار الخوف وتغير السلوكيات تجد النار المختفية خلف الرماد فرصة
ثانية وفي فرصتها الثانية بشكل طبيعي جداً من الناحية الرياضية ستكون الأعداد (غالباً)
أكبر وسيكون الانتشار (غالباً) أوسع.
وظهور الموجة الثانية
لا يتحمله فقط الأشخاص بل وإدارات الدول. فالتهاون في تطبيق القوانين التي تجبر
الناس على الالتزام بإجراءات السلامة الصحية تفتح المجال للتهاون.
0 تعليقات