علي الأصولي
جرت عادة غير واحد من
أصحابنا في ذكرى الوفيات والولادات والتعرض لرموز أهل البيت (ع) بذكر المكرر
والمحرر، غير أني اتخذت ومنذ وقت طويل نسبيا استثمار الفرص في مثل هذه المناسبات
والبحث عن فوائدها واستلال ثمارها ،
وفي ما نحن فيه
مناسبة شهادة الإمام الباقر (ع) فيمكن الوقوف على فائدة مهمة في البحث التاريخي
والعقدي،
وحاصلها: المعروف أن
أشهر تلامذة الإمام الباقر (ع) هو جابر الجعفي، الذي لازم الإمام واظهر ما أنكره
عليه أرباب الحديث السني حتى هجروه في مصنفاتهم .
فالمعارف التي نادى
بها الجعفي ليست من عندياته بعد معرفة أستاذه الأوحد الذي لم ينكر عليه حديثه.
فهذا الحميدي يذكر
أنه قال :
ادعاؤه إمامة الباقر
ع : سمعت رجلاً يسأل سفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي قوله: حدثني
وصي الأوصياء؟ فقال سفيان: هذا أهونه.) - تهذيب التهذيب، ج 2 _
وكما تلاحظ النص أعلاه
كاشف على اعتقاده بإمامة الباقر (ع)
وفي نفس المصدر ذكر :
( وقال إسحاق بن موسى
سمعت أبا جميلة يقول: قلت لجابر الجعفي: كيف تسلّم على المهدي؟ قال: إن قلت لك
كفرت... )
-
تهذيب التهذيب - وهذا النص ينم على اعتقاد الجعفي بالمهدي قبل أن يولد!
بل ويؤمن بأكثر من
ذلك كالإيمان بالرجعة كما نص مسلم في صحيحه - ج١ - قال: حدّثنا سفيان قال: كان
الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر، فلمّا أظهر ما أظهر اتّهمه الناس في
حديثه وتركه بعض الناس، فقيل له: وما أظهر؟ قال: الإيمان بالرجعة).
وكلام ابن حجر لا
يختلف عن ما ورد في صحيح مسلم إذ قال ابن حجر في - تهذيب التهذيب، ج 2 - ( قال ابن
عدي... وعامّة ما قذفوه به أنّه كان يؤمن بالرجعة... قال جرير: لا أستحلّ أن أروي
عنه، كان يؤمن بالرجعة...
قال سفيان: كان يؤمن
بالرجعة... !
وغيرها من المسائل
التي روجها الجعفي على أيام الإمام الباقر (ع) مما يكشف لك أن هذه المفاهيم ( الإمامة
والمهدوية والرجعة ) وغيرها مما هي معروفة عند الشيعة الآثنى عشرية لم تكن وليدة
عصر الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) أو وليدة تنظيرات علماء من قارب الغيبة الكبرى
كما هو واضح. والى الله تصير الأمور ،
عظم الله أجركم بذكرى
مناسبة شهادة
الإمام محمد الباقر (ع)
0 تعليقات