آخر الأخبار

كورونا والتجلط




 

 

 

د. محمد إبراهيم بسيوني

 

 

اكتشف الباحثون زيادة فيD-dimer”" وهو بروتين الدم المرتبط بالتجلط في مرضي الكورونا.

 

 

ويقولون إن الاستجابة المناعية الالتهابية المبالغ فيها والمعروفة بحدوثها لدى مرضى كورونا تحفز تخثر الدم غير الطبيعي في الدماغ.

 

وأوضحوا كان هناك دليل على ارتفاع  D-dimer في الدم وهذا هو إنتاج الأجسام المضادة التي تم إنشاؤها من استجابة جهاز المناعة غير طبيعية. وبعض هؤلاء مرضى يعانون من السكتة الدماغية الحادة بسبب انسداد الشريان الدماغي الكبير، وتحدث السكتة الدماغية الحادة بسبب الفقدان المفاجئ للدورة الدموية في منطقة من الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الوظيفة العصبية.

 

 

تشير النتائج إلى أن الاختبار المبكر لـ D-dimer في مرضى كوفيد-19 يمكن أن يمكّن الأطباء من وصف علاجات محددة في مرحلة مبكرة جدًا ما قد يساعد في تقليل عدد الأشخاص الذين يعانون من المزيد من السكتات الدماغية أو الجلطات الدموية في مكان آخر من الجسم.

 

العثور على ارتباط بين فيروس الكورونا والسكتة الدماغية ليس مفاجئًا لأن العدوى يمكن أن تسبب التهابًا في الجسم، فإن الالتهاب مرتبط بزيادة خطر تجلط الدم في الأوعية الدموية وهو السبب الأكثر شيوعًا للنوبات القلبية والسكتة الدماغية. ويمكن أن يسرع الالتهاب أيضًا من تراكم الرواسب الدهنية في الأوعية الدموية التي تغذي القلب والدماغ، مما قد يؤدي في النهاية إلى تكوين جلطة دموية وسد الأوعية الدموية.

 

 

وجد الباحثون أن الإصابة بسكتة دماغية تؤدي إلى أضرار تصيب الخلايا المناعية، إلى أنها تؤثر على الدماغ. وتساعد النتائج في تفسير سبب وجود خطر التقاط المرضى لعدوًى مهددة للحياة كالالتهاب الرئوي، وذلك بعد تعرضهم لسكتة دماغية. ويمكن للعلاجات التي تعزز بُقيا الخلايا المناعية المصابة أو تعوض المتضرر منها أن تساهم في تحسين شفاء مرضى السكتة الدماغية، على حد قول الباحثين. وقد وجدت الدراسة تراجع مستويات الأجسام المضادة الوقائية protective antibodies في دم المرضى بعد تعرضهم لسكتة دماغية، الأمر الذي من الممكن أن يفسر سبب كونهم أكثر عرضة للعدوى. كشفت الاختبارات التي أُجريت على الفئران الذين عانوا من سكتة دماغية عن وجود عدد أقل من خلايا مناعية متخصصة، تدعى بخلايا المنطقة الهامشية b marginal zone B cells، تنتج الأجسام المضادة. وكانت الفئران المصابة أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الرئة الجرثومية، وفقًا لما وجده الباحثون. والسبب في فقدان الخلايا B هو مادة كيميائية تدعى بالنورأدرينالين "noradrenaline" وهي مادة تنتجها الأعصاب النشطة في أثناء السكتة الدماغية. وقد وجد الباحثون الذين يقود بحثهم معهد روزلين في جامعة إدنبرة أن بإمكانهم حماية الفئران من العداوى باستخدام علاج يكبح تأثيرات النورأدرينالين. ويُعد النورأدرينالين جزءًا من دفاع الجسم أو رد فعله السريع، وهو يساعد على تهيئة الجسم لتأدية مهامه، وله عددٌ من التأثيرات، كرفع معدل ضربات القلب، وتعزيز إمدادات الدم، وتحفيز إطلاق الطاقة من مخازنها. كما حذر الباحثون من احتمال أن يكون كبح النورأدرينالين خطيرًا جدًّا عند مرضى السكتة الدماغية. وقالوا بأن تطوير علاجات أخرى تمنع أو تتجنب ضرر النظام المناعي من الممكن أن يقدم طرقًا جديدة تساعد في خفض خطر العداوى بعد السكتة الدماغية. ومن الممكن أن تقود الدراسة إلى اختبارات جديدة لتحديد أيٍّ من مرضى السكتة الدماغية لديهم فرصة أكبر للإصابة بالعدوى، ومن ثَمَّ يمكن أن يُراقَبوا من قرب. يُصاب ما يقارب ثلث مرضى السكتة الدماغية بعدوى من الممكن أن تقلل من فرصهم في التعافي الجيد. ولا يحمي العلاجُ بالمضادات الحيوية المرضى من تطوير عداوى وفي هذه الحالة تكون الحاجة ملحة لعلاجات جديدة.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات