آخر الأخبار

هل نحن ضحايا الإعلام





 

 

هادي جلو مرعي

 

 

     يتبادر الى الذهن سؤال عميق يتعلق بماهي الخطوات اللازمة للفهم السليم لما يرد من معلومات وأخبار في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي؟

 

 

في الواقع فإن الأمر ليس بالسهولة التي يمكن تخيلها، فنحن في مواجهة عالم متغير، وأحداث متسارعة، وتقنيات تتطور يوميا، واكتشافات صادمة يمكن أن تساهم في تسهيل مهمة الذين يستغلون وسائل الأعلام للإفلات من الرقابة، ومن القوانين، والنشر بطرق ملتوية، وغير قانونية تضعف معها القدرة على تطبيق القوانين، وهناك مستويين من القدرة على الفهم والاستيعاب لدى النخب الفكرية والثقافية والأكاديمية، يقابله مستوى متدن لدى قطاعات شعبية لاتهتم بالمعايير والمقايسس، وتكمن سهولة الفهم والاستيعاب لدى المستوى الأول في مايحمله من قدرات فكرية وعلمية، وخبرات تتيح له التمييز بين المحتوى الملائم، والآخر الخارج عن السياقات والمعايير القيمية، بينما تكمن الصعوبة في المستوى الثاني الذي يتاح فيه الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي بطريقة فوضوية، دون مراعاة الضوابط القانونية والأخلاقية، ولذلك فنحن نؤكد على المعرفة بوصفها حلا للمشاكل المترتبة على الاستخدام السيئ لوسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

 

 

      نحن ضحية لوسائل الإعلام، ولمواقع التواصل الاجتماعي، والتطورات التي تطرأ على تلك الوسائل، وهي في الغالب تطورات يعجز الكثير منا عن مجاراتها خاصة المشتغلين في حقول الإبداع والفن. فكيف بعامة الناس الذين تضعف لديهم قدرة التمييز والفهم السليم، وتحديد النافع من الضار، فيرتكبون الأخطاء الفادحة ظنا منهم أنهم يقومون بعمل جليل ومحترم، ويتحركون وفق العقل الجمعي الذي يدفعهم لممارسة سلوكيات غير قانونية، ولكنهم يضعونها في الأولويات، ويقدرونها، ويحسبونها منجزا لهم، ووسيلة للنهوض والتغيير.

 

 

     أنا أجزم أننا ضحايا لكل شيء نعجز عن فهمه، والتصرف به وفقا للضرورات والمعارف الإنسانية، ونكون في مواجهة خطر مركب لأننا عاجزون، ولأننا لانستطيع منع فئات اجتماعية ساذجة من الوقوع في فخاخ هكذا تضليل منظم، ومقنن، وموجه الهدف منه خلق حالة عدائية في مجتمع مضطرب، وخلق المزيد من الفوضى فيه، وتضييعه، وتغليب مصالح فئات وأفراد نافذين على حساب المجموع العام من البشر الذين هم شركاء في الحياة، ولكن هناك دائما من يريد تضليلهم، وتغييبهم عن واقعهم، وحقوقهم المشروعة.

 

-


إرسال تعليق

0 تعليقات