علي الأصولي
في
هذه السلسلة سوف نقف على أهم ما أثير من دعوات في السنوات الأخيرة حول واقعة
كربلاء وكيف أريد عملقتها من خلال الإتيان بقراءة جديدة كيفما كانت. بناء على
إشارة هنا أو تسأل هناك. مع ميول استحسانية وضوحها كوضوح الشمس في رابعة النهار ،
نعم،
عندما عنوانا هذا المقال بعنوان الحقيقة فإني لا أعني بها الحقيقة الواقعية والنفس
أمرية بقدر ما هي الحقيقة البحثية العلمية التحقيقية.
بيد
أن الادعاءات التي صاحبتها من قبل أحد الباحثين حاول تقديمها وتمريرها على أنها
حقائق وجودية كوجود ما ثبت بالحس والوجدان. وهذا الأمر تعرفه من خلال أنصار هذه
الادعاءات ومن مال معها وعملقة الأحداث وحسب التزوير حقيقة والحقيقة تزوير. بعد أن
حكم على المؤرخ الطبري بأنه القلم العباسي الذي لا يكتب إلا وفق أمزجة الطبقة
السياسية الحاكمة وبالتالي أسقط أهم ما جاء من أحداث وفق رؤية ذلك المؤرخ تسهيلا
لتمرير كبرى الادعاءات.
ومن
هنا أدعو إلى قراءة هذه السلسلة بعيدا عن المسبقات التي ترسخت جراء الادعاءات.
ادعوهم بقراءة موضوعية علمية منصفة والصبر على حلقاتها ومناقشة مطالبها.
نعم:
أن سكوت من يفترض فيه عدم السكوت - واعني المؤسسة الدينية - ورجالها وبمختلف
مستوياتهم وطبقاتهم وعدم التعرض لرد هذه الادعاءات جعلت الكثرة الكاثرة إذ لم نقل
أنه صدقها لا اقل بأنه شكك ما سمع عن واقعة كربلاء ومشهوراتها. ولست في صدد لوم
المؤسسة بقضها وقضيضها التي لم تأخذ دورها المفترض وهذه الموضوعات وعدم أخذ الدور
ليس بالجديد في طول وعرض هذه المؤسسة للأسف الشديد.
لما
بان النقص في معسكر الحسين ، يوم العاشر من محرم ، هذا المقطع النصي الذي ذكره احد
رواة واقعة ألطف وتحديدا لوط بن يحيى الازدي المعروف أبو مخنف ، على ضوء هذا النص
المنقول أثار السيد القزويني ، تسالا عاما حول عدد جيش الإمام الحسين (ع) بل لم
يكتف بالتساؤل اذ ذهب بها عريضة ، ورتب على هذا النص نتائج منها عديد جيش الإمام
خلافا للمشهور الإسلامي والإمامي ،
وبصرف
النظر عن الكلام في الرواية والراوي وتاريخ تدوين هذا المقتل الشهير ، ولو بقينا
نحن واللغة ونحن والأصول ، وهذا الضعف الملحوظ من خلال الفهم والاستدلال من خلال
القرائن ، لو تأمل السيد قليلا في النص لما تورط في غرائب هذا الاستدلال ، اذ أننا
نجد بوضوح أن النص لم يذكر مفردة ( جيش ) بل ذكر مفردة ( معسكر ) ومعلوم هناك
اختلاف دلالي لكل من المفردتين فدلالة الأولى غير دلالة الثانية ، اذ لو كان النص
يحمل معه المفردة الأولى لصح أصل التساؤل ، وأما ونحن أمام مفردة ( معسكر ) فلا
يمكن ان تسعف لا تساؤلات السيد ولا نتائجه الغريبة ، إذ ان المعروف كلمة ولفظ (
المعسكر ) لا دلالة له على كثرة وعديد المقاتلين إذ قد يكونوا قلة ، بينما لو كان
النص فيه مفردة لفظ ( الجيش ) لامكن أثارة التساؤل ، لا اقل بالانصراف الذهني ،
نعم
، سوف نرجع لطبيعة هذه الإثارة وما اكتنفها من تساؤلات حاول المستدل ان يدعم بها
رأيه وبالتالي قراءته ، ولكن كما أسلفنا مرارا وتكرارا نحن والدليل وقوته وصموده
أمام المناقشات ..
والى
الله تصير الأمور .
0 تعليقات