علي الأصولي
الرواة للقصة الكربلائية ، بالدرجة الأساس هم من حضر من أهل البيت
(ع) وهم حصرا - الإمام علي بن الحسين والإمام محمد بن علي الباقر - ع - فهم رووا
للناس بعض الأحداث من جهة، ورووا لآل بيتهم وذويهم وذراريهم من جهة أخرى،
وعمرو بن الحسن السبط ومن النساء فاطمة بنت علي (ع) هؤلاء من أعتمدهم
الشيخ الصدوق في كتاب ( الأمالي ).
ان قلت: أين كانت زينب الحوراء - ع - وسكينة والرباب والحسن بن
الحسن،
قلنا: مع حضورهم غير أنهم لم يرووا أو لم يشتهر عنهم أنهم رووا
الواقعة، ونحن في صدد بيان من نقل الواقعة لا من حضرها ، هذا كله بالنسبة للرواة
من أهل بيت الإمام الحسين (ع) وإما من غيرهم، وومن حسب على الركب الحسيني فهم كل
من ( عقبان بن سمعان ) الغلام - غلام السيدة رباب زوجة الإمام - الذي كان مرافقا
للإمام منذ الانطلاقة الأولى من المدينة فهو ممن كتبت له النجاة بعد الأسر إلا أنه
أطلق سراحه لكونه - عبدا - وكان أشهر الرواة آنذاك.
وثاني أشهر الرواة بعد ( عقبان ) هو ( الضحاك بن عبد الله المشرقي)
وهو ممن شارك بالمعركة وجرح وأستأذن الإمام بمغادرة الساحة فتم الإذن ففر على وجهه
آنذاك قبل نهاية المعركة ، على قصة سوف تأتيك في محلها أن اقتضت الضرورة البحثية ،
ومن الرواة غلام عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري، وهو ممن حضر
المعركة واسر بعدها وأن قل من نقولاته ومروياته ، لكنه سجل كشاهد على المعركة وبعض
تفاصيلها ،
نعم: بعض من نجى بطريق أو بآخر لم يشتهر عنهم الروايات في المصادر
الأولى ، منهم ( المرقع بن ثمامة الأسدي ومنهم سوار بن عمير الجابري ومنهم عمرو بن
عبد الله الجندعي ومنهم ومسلم بن رباح ،
ومن رواة واقعة الطف ( حميد بن مسلم الأزدي ) بضم الحاء ، وهو أشبه
ما يكون بالمراسل الحربي لجيش ابن سعد ،
وهو ممن ندم على عدم النصرة وخذلان الإمام الحسين (ع) فكان أحد
التوابين تحت قيادة ابن الصرد . وخاض معهم المعركة ونجا من القتل آنذاك.
ومن رواتها ( قرة بن قيس الحنظلي ) الذي تردد في نصرة الإمام
الحسين (ع) وبقى تحت قيادة ابن سعد ، وهو أحد أفراد عشيرة ( الحر بن يزيد الرياحي ).
وممن شهد المعركة ( مسروق بن وائل الحضرمي ) الذي كان يتحين الفرص
للظفر برأس الإمام لأجل الغنيمة، إلا أنه تنحى عن المشاركة بعد أن شهد ما جرى لابن
حوزة الذي دعا الإمام عليه وأصيب بالبلاء مباشرة.
ومن رواتها ( هاني أو هانئ بن ثبيت أو شبيب أو شبيت الحضرمي
القابضي ) الذي نفذ جريمة القتل بحق ( عبد الله بن علي ) و أخيه ( جعفر بن علي )
وشارك بقتل ( عبد الله بن عمير الكلبي ) وكان أحد الذين سلبوا الإمام الحسين (ع)
بعد الاستشهاد ،
وهؤلاء الرواة وأن حسبوا بشكل أو بآخر على معسكر العدو لكنهم
بالتالي سموا رواة وقد أخذ منهم صاحب المقتل الشهير . الكثير من الأحداث المهمة ،
مع ما أعانيه من قلة المصادر بصورة عامة والتاريخية بصورة خاصة ،
وتسليط الأضواء على أهم الملفات المرتبطة بالجانب الكربلائي ، غير أني استعنت (
والاستعمال في عموم ما انشره قليل جدا ) بمحرك كوكل العالمي. للبحث والاستقصاء وما
يرتبط وهذه الملفات ،
ووجدت أن أهم مصدر وثائقي تاريخي نقل إلينا أخبار واقعة كربلاء ،
هو ما خطه المؤرخ الكبير ( أبو جعفر محمد بن جرير المعروف بالطبري ) وجعفر هذا
كنية الرجل وإلا هو لم يتزوج في حياته إذ بقي معتكفا وطلب أخبار من سلف ، بل ودون
بشكل موجز ما عاصره فسمي كتابه ( تاريخ الملوك والرسل ) وقد أبدع الرجل في منهجيته
التاريخية أو قل أبدع في ما خطه وفق منهجية لم تعرف عمن سبقه إذ أختار المنهج
الموضوعي في تاريخه هذا ،
مع نقطة أثارها المؤرخ جدا مهمة وهي أنه نقل الأخبار غثها وسمينها
ولم يخضعه بالتالي للجرح والتعديل وإبداء رأيه الشخصي فيها على ما صرح . وهذه نقطة
تحسب له لا عليه، وبهذه النقطة يمكن فك تهمة التزوير التي الصقت به من قبل من حاول
أن يكتب في الشؤون التاريخية!
بل أننا نجد أنه نقل أخبارا تخالف مذهبه العقدي ( فهو سني على مذهب
الشوافع ) وبنقله هذه الاخبار أثيرت عليه حفيظة بعض علماء مذهبه بل اتهمه ( الذهبي
) بما نصه ( فيه تشيع يسير ومولاة لا تضر ) وكما ترى مع أنه أحد أئمة السنة
ومؤرخيها إلا أنه لم يسلم من لسان ( الذهبي ) المتشدد. ولو رجعنا وبحثا سبب ومنشأ
كلمة ( الذهبي ) كما في ( ميزان الاعتدال ) تجد بوضوح أن الطبري نقل واقعة الغدير
مصححا سندها وطرقها بل صنف في فضائل الإمام علي (ع) كذلك.
نعم: هذا هو ( الطبري ) الذي أريد إسقاط تاريخه بجرة قلم على ما
سوف تعرف بهذه الملفات الكربلائية.
0 تعليقات